لا تخلو الحياة الزوجية من بعض الخلافات أو المشكلات العابرة التي تمر بها، وحين يتعامل الزوجان معها بهدوء وحكمة فإنها تصبح مصدراً لتعلم الأبناء كثيراً من المفاهيم الاجتماعية، كاحترام الرأي الآخر وكيفية إدارة الخلافات وتعلّم التسامح.
لكن حين يتحول الخلاف إلى نزاعات وصراعات مستمرة فإن ذلك يؤدي إلى كثير من الآثار السلبية على شخصية الطفل، والتي منها: إصابته بالتوتر والقلق، وتأثير سلبي على التحصيل الدراسي، وإصابته بالاكتئاب، وانخفاض تقدير الذات وفقدان الثقة بالنفس، وممارسته بعض الانحرافات السلوكية مثل السرقة والكذب، وبناء اتجاه سلبي نحو الزواج.. إلخ.
فكيف تحمي طفلك من آثار الخلافات الزوجية؟
قل لنفسك دائماً إن العلاقة بين الزوجين تؤثر تأثيراً مباشراً في طفلك، فإن كانت علاقة جيدة يخرج طفل جيد، وإن كانت مشوّهة يخرج طفل مشوه، وإن كل ما تمارسه من سلوكيات سلبية أو إيجابية تجاه شريك حياتك يذهب لطفلك مباشرة، ويعينك على تذكر ذلك أن تكتب هذه العبارات في ورقة صغيرة وتضعها في جيبك أو تعلّقها في مكان يذكرك بها دائماً.
احرص على أن يكون الاحترام المتبادل بينك وبين شريك حياتك هو السائد في علاقتكما، خاصة أمام طفلك.
فكّر في الآثار السلبية التي ربما تحدث لطفلك نتيجة عدم ضبطك انفعالك واشتباكك مع الطرف الآخر أمامه.
اتفق مع الطرف الآخر على تجنّب تفجير النزاعات أمام طفلك.
في المواقف الطارئة التي يكون لكما رأي مختلف فيها أجّل معارضتك للطرف الآخر أمام طفلك، كأن تفاجأ الأم بطلب الأب من الطفل نقل شيء ثقيل إلى مكان آخر، فعليها أن تنتظر لتفاتحه بهدوء في غياب الطفل، وإذا كانت خشيتها على الطفل تدفعها لعدم الانتظار فيمكنها أن تقوم بمساعدته في حمل ما كلفه به أبوه من دون أن تطلب منه رفض أمر أبيه له.
قطع دائرة الغضب
إذا حدث النزاع وبدأت تدخل في نوبة غضب تجاه شريك حياتك فاتخذ بعض الإجراءات التي تساعدك على قطع دائرة الغضب:
صف حالتك ببعض الكلمات مثل: (أنا الآن: غاضب، متضايق، مستاء… إلخ) حتى تدرك وضعك الحالي وتقوم باتخاذ اللازم تجاه هذا الوضع.
قم ببعض الأعمال التي تساعدك على استعادة توازنك الانفعالي، ومنها: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، الإكثار من ذكر الله تعالى، أخذ نفس عميق وبطيء لعدة مرات، العد تنازليا من 10 إلى 1، تغيير الوضع الذي أنت عليه من الوقوف إلى الجلوس، ومن الجلوس إلى الاتكاء، المسارعة إلى الوضوء… إلخ.
قلل كلامك، إذ يساعدك ذلك على التقاط أنفاسك، ويمنحك قدرة أفضل على ضبط انفعالك، كذلك يحميك من التلفظ ببعض الكلمات التي قد تندم عليها.
اخفض صوتك؛ لأن ذلك سيقلل من شعورك بالغضب ويساعدك على ضبط انفعالك.
إجراءات ضرورية
لا تجعل طفلك مهما كانت الظروف طرفاً في الخلاف بينك وبين شريك حياتك، ولا تجعله أبداً وسيطاً. أرسل رسائلك بصورة مباشرة إلى شريك حياتك بعيداً عنه.
لا تحكِ لطفلك ما يحدث بينك وبين شريك حياتك بدافع الفضفضة أو البحث عن التعاطف.
لا تحاول استثمار علاقتك بطفلك للنيل من الطرف الآخر، عن طريق استمالته إلى صفك وعائلتك وإبعاده عن الطرف الآخر وعائلته، فهذا يضر بالبناء النفسي له.
إذا حضر طفلك خلافاً بينك وبين الطرف الآخر فاحرص على توضيح أن ما بينكما نقاش وليس شجاراً، وأنكما تحبان بعضكما البعض.
إذا ما لاحظ طفلك أن هناك خلافاً بينك وبين الطرف الآخر، فوضح له أن الخلاف بين الأب والأم أمر طبيعي يحدث بين كل البشر، واستمع إلى ردوده حتى تتأكد من عدم تأثره به.
المصدر: “العربي الجديد”.