أكد أهالي شهداء النفق الخمسة ومختصون وفصائل على أن احتجاز الاحتلال “الإسرائيلي” جثامين الشهداء الخمسة هي جريمة يحاسب عليها القانون الدولي، وأنه لا يمكن القبول المساومة على جثامينهم من أجل إعطاء المقاومة معلومات عن الجنود “الإسرائيليين” الأسرى لدى المقاومة في غزة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها مؤسسة مهجة القدس التي تعنى برعاية الأسرى وأسر الشهداء والجرحى، بمدينة غزة ظهر اليوم، حول احتجاز جثامين الشهداء.
وأكد خير الدين البحيصي والد الشهيد “محمد”، على عدم القبول بالمساومة والضغط على المقاومة من أجل إعطاء معلومات عن الجنود الأسرى مقابل استعادة جثامين أبناءنا. موضحاً أن أبناءنا أقرب منا إلى القدس والأقصى ولن نساوم على جثامينهم، لأن ما فعلوه من أجل تحرير الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال: “للجسد قدسية ولكن الروح هي الأقدس، ونحن مؤمنون موحدون وصابرون ثابتون، ومن باب أولى أن تتحدث المنظمات الحقوقية والقانونية والأمم المتحدة والصليب الأحمر عن استعادة جثامينهم وليس ذوو الشهداء”.
وأكد على أن عامل الوقت ليس مهماً بالنسبة لأهالي الشهداء في استعادة جثامين أبنائهم، وأنهم على ثقة بأن استعادتهم قادمة لا محالة، فإن لم يكن من الاحتلال ذاته، فسيتم إرغامه على إعادتها.
في السياق ذاته أوضح محمد خلف القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن احتجاز جثامين شهداء النفق هي جريمة جديدة ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تضاف إلى سلسلة جرائمه في احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين.
وقال: “إن هذه الجريمة تضاف إلى جرائمه، وإنه يحتفظ فيها في مقابر الأرقام من أجل الابتزاز السياسي والمفاوضات والمساومة على الجثامين”.
هذا وأكد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب أن احتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء يندرج في إطار العنصرية الصهيونية وجريمة من جرائم الحرب التي يحاسب عليها القانون الدولي.
وأكد على أن الشعب يرفض الرضوخ للابتزاز، مطالباً الاحتلال الافراج عن جثامين الشهداء كافة.
وأشار إلى أنه ليس مستبعداً أن يكون الاحتلال قد قتل شهداء النفق عمداً بعد أن عثر عليهم جرحى داخل النفق.
في ذات السياق أكد ياسر صالح مدير الدائرة الإعلامية لمؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى، أن احتجاز جثامين الشهداء هو انتهاك مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية. وأشار إلى أن الاحتلال يهدف من احتجازهم التأثير على مشاعر ذوييهم، ولكن الحقيقة أن مشاعر أهالي الشهداء عالية ويحتسبون أبناءهم شهداء.
وأوضح أن مطالبتهم بالإفراج عن جثامين أبنائهم، لكي يكون لهم قبور توضع عليها أكاليل الزهور وزيارتهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم.
أما المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة فأوضح أن سياسة احتجاز جثامين الشهداء هي واحدة من الجرائم التي تقترفها سلطات الاحتلال “الإسرائيلي”. وأشار إلى أن الاحتلال مارس هذه السياسة منذ العام 1967وحتى اللحظة.
ولفت إلى أن الاحتلال ما زال يحتجز أكثر من 245 شهيداً سقطوا في ظروف مختلفة وأماكن متعددة من بينهم قرابة 10 شهداء سقطوا خلال انتفاضة القدس منذ أكتوبر 2015.