معاذ الله أن أدعو إلى الصمت والاستسلام، إنما خشيتي أن تكون الثورة العربية (الرسمية) هي لتمرير الصفقة (دون قصد) وبأقل الخسائر.
لكنني لن أسمح لنفسي بأن أكذب عليها أو على أحد، فمن لم يستطع قول كل الحق فليكن كل ما يقوله صدقاً على الأقل.
انتفاضة الزعماء العرب من المغرب الأقصى وحتى المشرق العربي وتحذيراتهم لأمريكا حتى لا تتجاوز الخط الأحمر دون الإفصاح عنها أو الحديث عن الخط الأحمر فقط كان قبل قرار ترمب بشأن القدس وقد تجاوزه ترمب أيها الزعماء.. فماذا أنتم فاعلون؟
هل عندما احتلت القدس الغربية في عام 1948م ألم تكن القدس خطاً أحمر؟
أو عندما احتلت فلسطين في 1948م بما فيها القدس الغربية ما لون الخط عندها الذي تجاوزته “إسرائيل” وداعموها جميعاً؟
وعندما احتلت “إسرائيل” الضفة الغربية لنهر الأردن وسيناء والجولان وجنوب لبنان عام 1967م.. ما لون الخطوط التي تجاوزتها حينذاك؟ وماذا كان الموقف العربي من المحيط إلى الخليج؟
أو عندما صرح الزعماء الصهاينة أكثر من مرة منذ عام 1967م وقالوا: محمد مات خلّف بنات، وإن القدس هي عاصمة “إسرائيل” التاريخية، أو عندما حرق الأقصى، وقسم الحرم الإبراهيمي، وتم بناء المستوطنات التي التهمت الأرض الفلسطينية؟
التفريط بـ 78% من الأراضي الفلسطينية والقبول بجزء منها الذي لن تتنازل عنه دولة الاحتلال.. أي خطوط تم تجاوزها يا سادة؟
أو عندما بنيت الجدران العازلة داخل الأراضي الفلسطينية وعلى حدودها وبخاصة في غور الأردن.. ما لون الخطوط التي تم تجاوزها؟ هل نكذب على أنفسنا؟ وهل تصدقنا أنفسنا؟
العدوان على غزة في الأعوام 2008، 2012، 2014م.. ما لون الخطوط التي تم تجاوزها؟ وماذا كان الفعل العربي؟
اعتقال آلاف الفلسطينيات والفلسطينيين والأردنيين في السجون “الإسرائيلية”.. ما لون الخطوط التي محيت؟
اغتيال فلسطينيين وأردنيين حتى بعد معاهدات السلام بدم بارد.. ما لون الخطوط التي ديست؟
رفض الصهاينة المبادرات العربية -التي لم تقبلها الشعوب العربية بحال- ثم تبين أن علاقات صهيونية عربية تنشأ وتترعرع حتى بعد تلك الممارسات.. أي خطوط ديست؟
الذين يفرقون بين القدس الغربية وحيفا ويافا وعكا والجليل وبئر السبع والقدس الشرقية، يكذبون على الدين والتاريخ والعروبة والعقل الواعي، وربما يمهدون الطريق لضياع معظم فلسطين مجاناً بحجة قدسية الأقصى والصخرة ومهد المسيح عليه السلام.
هل كل ما جرى من احتلال فلسطين عام 1948م وحتى الآن لم يكن كافياً لتحريككم ويقظتكم، أم أنه كله لا قيمة له وهو حلال زلال على “إسرائيل”؟ فقط اتركوا لنا مكان سفارة أمريكا وموقع عاصمتكم! ما الذي دهاكم؟
وبلسان المواطن العربي والمسلم، صحيح أنه لم تستطع الأحداث حتى هذه اللحظة أن تخرجني من خمولي وغفلتي وتقاعسي وتواكلي واحتقاري لنفسي!
ولم تستطع الأحداث حتى الآن أن تخرج المرأة دون إذن زوجها والعبد دون إذن سيده، والمتردد من تردده، والواهم بعد اكتشاف وهمه ولكنها قريبة جداً.
سيكذب علينا البعض المخادع غداً ويقول: ترمب يقصد القدس الغربية أو هو يضغط من أجل قبول مشروعه بالتسوية الشاملة ولا يقصد ما يقول!
بالله عليكم، اصمتوا، لعل الله يجعل لنا من أمرنا مخرجاً ليس أحده ما تطرحون طبعاً.