منذ عقدين، كان اسم العميد أحمد نجل الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح يتردد في الشارع كوريث لحكم البلد الذي حكمه والده طيلة 33 عامًا، لكن النجل الأكبر لم يرث سوى الدم.
يعد أحمد أكبر أنجال الرئيس الراحل صالح، وبدأ صالح بتهيئة الأجواء فعليًا من أجل تأهيل نجله كرئيس مستقبلي.
لكن الأوضاع لم تسِر كما كان يشتهي، إذ أطاحت بحكمه ثورة شبابية في العام 2011م، كان أبرز ما حققته على الإطلاق هو القضاء على التوريث.
درس أحمد علي عبدالله صالح المولود عام 1972م الاقتصاد والإدارة في الجامعة الأمريكية بواشنطن، إذ حصل على البكالوريوس عام 1995م.
وانتقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية التي درس فيها العلوم العسكرية وحاز من كلية القيادة والأركان عام 1999م على شهادة الماجستير، كما تخرج في عام 2006م في الأكاديمية العسكرية العليا هناك.
حاول صالح لأكثر من 20 عامًا تهيئة نجله في السياسة والجيش، فبعد انتخابه نائبًا في البرلمان عام 1997م، تقلد منصب قائد قوات الحرس الجمهوري لمدة ثماني سنوات، قبل أن يقوم الرئيس هادي بإلغاء تلك الوحدات وتعيينه سفيرًا لدى الإمارات.
خلافا للمناصب العسكرية التي تقلدها، دفع صالح بنجله أحمد إلى مناصب قيادة مؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات رياضية، إذ أسس ما سمّيت بـ”مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية”، كما تقلد الرئاسة الفخرية لأندية التلال العدني وشعب حضرموت واتحاد إب.
بعد إقالته من قوات الحرس الجهوري التي تقلدها لأكثر من ثماني سنوات، تم تعيينه في أبريل 2013م سفيرًا لليمن لدى الإمارات، لكن الرئيس هادي أقاله مطلع 2015م، وتحديدًا بعد انطلاق “عاصفة الحزم”.
وبعد حوالي 4 سنوات من التواري عن الحياة السياسية والعسكرية عاد اسم أحمد صالح إلى الواجهة من جديد، ولكن كحامل لثأر دماء والده الذي قتل، الإثنين الماضي، على يد مسلحي جماعة الحوثي بصنعاء.
وبعد أيام من مقتل صالح، عاد اسم نجله أحمد للتردد على ألسنة اليمنيين، باعتباره الوحيد القادر على التصدي للحوثيين والأخذ بثأر والده، بالإضافة إلى تقلد رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام.
وألمح أحمد صالح، الثلاثاء الماضي، إلى أنه سيتقدم صفوف المعركة المرتقبة ضد الحوثيين في أول بيان رسمي على مقتل والده.
أفول عائلة عسكرية
لن يكون الطريق مفروشًا بالورد أمام أي أدوار مقبلة للعميد أحمد صالح كما كانت الحال إبان حكم والده، الذي أزاح عن طريقه القيادات العسكرية كافة وقلم أظفارها لصالح نجله، وجعله محميًا بعائلة عسكرية تسيطر على جميع المناصب القيادية.
فجميع أشقائه الصغار، الذين درسوا العلوم العسكرية أيضًا، في قبضة الحوثيين، كما أن أبناء عمومته طارقاً، وعماراً، ومحمد محمد عبدالله صالح تعرضوا للقتل والاعتقال خلال المعركة الأخيرة في صنعاء.
ولن يكون أمام أحمد صالح سوى ابن عمه العميد يحيى محمد عبدالله صالح، الذي كان يقود وحدة الأمن المركزي إبان فترة حكم صالح، الذي يتواجد خارج البلاد منذ حوالي 4 سنوات، حسب “الأناضول”.