على مدار ستين يوماً متصلة، وعبر تنظيم أربعة عشر احتفالاً دينياً متعدد الفقرات، تم التعريف بسيد المرسلين في أوساط مسلمي إقليم الدونباص بشرقي أوكرانيا، إلى جانب تنظيم مهرجان كبير حضره غير المسلمين من مختلف القوميات، وقامت بتغطيته وسائل الإعلام المحلية.
وفي تصريحات لـ»المجتمع»، قال د. حمزة عيسى، مدير مكتب الدونباس في اتحاد المنظمات الاجتماعية (الرائد) بأوكرانيا: هذه الحملة الثانية عشرة للعام الثاني عشر على التوالي، وقد بدأناها بعد الرسومات المسيئة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدنمارك، وقررنا وقتها أن الرد المناسب على تلك الرسومات ليس بالمظاهرات الصاخبة أو حرق أعلام الدول؛ خاصةً أننا رأينا أن الشعوب لا تعرف شيئاً عن النبي عليه الصلاة والسلام ومنهم المسلمون؛ لذا قررنا تنفيذ حملة تعريفية واسعة أطلقنا عليها اسم «حملة رحمة للعالمين.. للتعريف بسيد المرسلين».
14 احتفالاً
وحول برنامج زيارات الحملة، أوضح د. عيسى -وهو كذلك نائب رئيس اتحاد الجمعيات الدينية لمسلمي الدونباص، ومدير مركز الأمل الثقافي الإسلامي بمدينة دونيتسك- أنه على مدار فترة الحملة (شهرين) تم زيارة 14 مدينة في إقليم الدونباص (محافظتي دانيتسك ولوجانسك) بشرقي أوكرانيا، وتنظيم احتفالات دينية في كل مدينة منها.
وتابع: يتضمن الاحتفال إلقاء عدد من الدروس والمواعظ في سيرته صلى الله عليه وسلم وربطها بالواقع، وكذلك الاستماع إلى آيات من الذكر الحكيم (التتار يحبون ذلك كثيراً)، وبعض الأناشيد من الأطفال في حب الرسول، وكذلك توزيع بعض المنشورات والكتيبات عن حياته وأخلاقه وبعض الهدايا.
وفي الختام يجلس الجميع إلى مائدة الطعام ليتناول ما تفننت به النساء من طعام حباً في الرسول وإطعام من جاء ليحتفي بهذا الرسول الكريم.
مهرجان «نصرة المصطفى»
وفي الشهر الأخير من الحملة، تم تنظيم مهرجان كبير، في 9 ديسمبر 2017م، بمدينة لوجانسك على خشبة مسرح «سكك الحديد»، حضره عدد كبير رغم الظروف الصعبة للتنقل بين المدن بمنطقة شرقي أوكرانيا التي تشهد حرباً أهلية منذ عام 2014م.
وحول مهرجان “نصرة المصطفى”، أوضح د. عيسى أن هذا المهرجان هو التظاهرة الأكبر ضمن حملة “رحمة للعالمين للتعريف بسيد المرسلين” الثانية عشرة، وهدفها الأكبر التعريف بالنبي محمد وبأخلاقه ورسالته للإنسانية.
وتابع: هذا المهرجان موجه بالدرجة الأولى لغير المسلمين، وتمت تغطيته من معظم وسائل الإعلام المحلية، وبُث في نشرات الأخبار، وحضره أكثر من 500 شخص من مختلف القوميات والأعمار والأجناس والأديان، وتم تقديم فقرات تتناسب مع مختلف الأذواق والمستويات والخلفيات، وكان انطباع الجمهور جميلاً ومتفاعلاً.
وختم حديثه موضحاً أن المحطة الأخيرة للحملة كانت بمدينة دانيتسك، في 22 ديسمبر 2017م، حيث تم إسدال الستار على هذه الحملة المباركة باحتفال أقيم بعد صلاة الجمعة.
مسلمو الدونباص
وحول إقليم الدونباص شرقي أوكرانيا، أوضح أنه يسكنه قرابة 9 ملايين نسمة، والأقلية المسلمة يصل عددها نحو 70 ألف نسمة، معظمهم من قومية التتار (تتار قازان) جاؤوا إلى الإقليم من الوطن الأم (جمهورية تتارستان) في القرن الماضي، وذلك للعمل في مناجم الفحم والحديد، وأثناء الفترة السوفييتية وحكم الشيوعيين تعرضوا للاضطهاد، وتم قتل عدد كبير من الأئمة ورجال الدين وهدمت جميع المساجد، ولذلك تعرضت هويتهم للذوبان والنسيان.
وتابع: ومع تفكك الاتحاد السوفييتي واستقلال أوكرانيا وغيرها من الجمهوريات بدأنا بجهود مكثفة لإحياء هويتهم الإسلامية وإحياء الروح الدينية بينهم، وذلك ببناء أكثر من 13 مسجداً، وتنظيم عشرات الدورات والمخيمات التثقيفية لجميع الشرائح (الرجال والنساء والشباب والأطفال)، والحمد لله تعالى هناك نتائج طيبة تبعث على الأمل، ولكن الأمر بحاجة إلى جهود كبيرة وتضافر للطاقات حتى تتم عملية ترميم وإصلاح قرن من النسيان.