تواصلت ردود الأفعال الدولية الغاضبة إزاء الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري على مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، وأوقع 78 مدنيًا على الأقل، وأصيب المئات.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعقد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اجتماعاً، اليوم الإثنين، مع كبار القادة العسكريين، على خلفية الهجوم، وسط توقعات بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري.
كما يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة لبحث الملف في اليوم نفسه، بدعوة من 9 دول.
وقال مصدر بالبيت الأبيض، للموقع الإلكتروني لقناة “الحرة” الأمريكية: إن الاجتماع سيحضره وزير الدفاع جيمس ماتيس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد.
ويتزامن اجتماع البيت الأبيض، اليوم الإثنين، مع تولي مستشار ترمب الجديد للأمن القومي، جون بلتون، مهام منصبه رسمياً، وتوعد الرئيس ترمب نظام الأسد بدفع “ثمن باهظ” بسبب هجوم دوما الكيميائي.
وسبق أن أعرب بولتون عن تأييده بشدة شن ضربات جوية ضد نظام الأسد.
وأفاد وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، بأن فريق الأمن القومي لترمب سيدرس، خلال الساعات القليلة القادمة، الخيارات المحتملة للتعامل مع الهجوم الكيميائي بدوما السورية.
فيما قال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، في تغريدة عبر “تويتر”: إنه وترمب يراقبان عن كثب الوضع في سورية، مضيفاً أن على “نظام الأسد وداعميه وقف سلوكهم البربري”.
يأتي هذا فيما لم يستبعد مستشار البيت الأبيض للأمن ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت، في مقابلة على قناة “أيه بي سي” الأمريكية، أن تشن الولايات المتحدة هجوماً صاروخياً رداً على هجوم دوما.
وحثت السيناتور سوزان كولينز، عضو لجنة الاستخبارات بالكونغرس، الرئيس دونالد ترمب، على دراسة توجيه ضربة لمنشآت سورية، رداً على قيام النظام السوري بشن هجوم كيميائي على بلدة “دوما” بغوطة دمشق الشرقية.
وقالت: “آخر مرة حصل ذلك (هجوم بأسلحة كيميائية بسورية)، أقدمنا على هجوم محدد لتدمير بعض المنشآت.. وهو خيار علينا أخذه بعين الاعتبار الآن.
وفي 7 أبريل 2017، قصفت الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات الجوية في محافظة حمص (وسط سورية)، باستخدام 59 صاروخاً من طراز “توما هوك”، رداً على هجوم كيماوي نفذه نظام الأسد قبلها بثلاثة في بلدة خان شيخون السورية في محافظة إدلب (شمال) متسبباً في مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين الأبرياء.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، جلسة طارئة لبحث الهجوم الكيميائي، بحسب بيان للسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، عقب دعوة 9 دول أعضاء في مجلس الأمن بينها الولايات المتحدة.
يأتي ذلك فيما تواصلت ردود الأفعال المنددة بالهجوم، وسط مطالبات برد رادع لنظام الأسد.
واستنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ازدواجية الغرب وصمته أمام المجازر التي يرتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية.
وقال أردوغان، في مؤتمر اعتيادي لفرع حزب “العدالة والتنمية” في ولاية وان شرقي البلاد: “للأسف استُشهد أطفال بالغوطة الشرقية، أين أنت أيها الغرب؟ لماذا لا نسمع صوتك الذي كنت ترفعه عندما نقتل الإرهابيين في عفرين؟”.
ودعا الاتحاد الأوروبي المجتمع الدولي إلى الرد الفوري على استخدام نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سورية.
فيما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان: إن الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على مدينة دوما هو “جريمة حرب”.
وعبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، أنجلينو ألفانو، عن غضبه إزاء سقوط ضحايا مدنيين جراء القصف الأخير الذي تعرضت له مدينة دوما، بالغوطة الشرقية.
وقال ألفانو، في بيان له صادر عن الخارجية الإيطالية: “أعرب عن الغضب إزاء سقوط عشرات الضحايا المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال بسبب القصف الأخير في المنطقة المحيطة بدمشق، خاصة في دوما”.
وحمل الائتلاف السوري المعارض، المجتمع الدولي مسؤولية العجز عن ردع نظام بشار الأسد، عن استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، مطالباً بتدخل قانوني ضد النظام.
وقال عبدالرحمن مصطفى رئيس الائتلاف، في تصريح لـ”الأناضول”: “نحمل المجتمع الدولي المسؤولية عن عجزه عن اتخاذ إجراءات رادعة ومستمرة تجاه النظام، لاستمرار خرقه لقرارات مجلس الأمن، ولاسيما القرار (2118) بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية”.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، أمس الأحد: إن استخدام النظام السوري المتكرر للأسلحة الكيميائية، جزء من إستراتيجية متعمدة لإرهاب السكان المحليين وإجبارهم على الخضوع.
وأضافت فريلاند في بيان: إن بلاها تدين نظام الأسد وداعميه روسيا وإيران لانتهاكاته الجسيمة المتكررة لحقوق الإنسان والاستهداف المتعمد للمدنيين.
وفي محاولة من موسكو لاحتواء موجة الغضب الدولي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها توصلت لاتفاق مع فصيل “جيش الإسلام” الذي ينتشر في دوما يقضي “بوقف إطلاق النار واستئناف انسحاب المسلحين من المدينة”.
ونفذت قوات نظام الأسد 215 هجومًا كيميائيًا على مناطق سيطرة المعارضة منذ بدء الحرب في سورية عام 2011، حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومصادر بالدفاع المدني في سورية.