بقدمه المصابة بجروح بالغة، والمثبتة بطوق حديدي يشق الجريح برصاص الاحتلال الصهيوني الشاب الفلسطيني محمد أبو إسلام الصفوف الأولى لمسيرات العودة، التي تنظم على طول حدود قطاع غزة منذ الثلاثين من مارس الماضي، رافعاً العلم الفلسطيني، وهو يرتكز على عكازين لعدم قدرته على السير لتهتك العظام في قدمه نتيجة الإصابة.
وفي منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة على السياج الحدودي، رصدت “المجتمع” تحركات الشاب الثلاثيني أبو إسلام، وهو يحث الشبان بحماس على التظاهر في وجه المحتل الغاصب تمسكاً بحق العودة، رغم إصابته في قدمه برصاص الاحتلال خلال المسيرات التي انطلقت في الثلاثين من ديسمبر الماضي رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، غير مكترث لرصاص الاحتلال وغازاته السامة التي حصدت أرواح العشرات من الفلسطينيين.
الشاب أبو إسلام تحدث لـ”المجتمع” قائلاً: أنا لا أخاف رصاص الاحتلال الذي مزق قدمي قبل ثلاثة أشهر، ولا أخاف الموت، ولا الإصابة مرة أخرى، لأن هدفنا غالٍ هو القدس وأروحنا هي فداء لفلسطين والأقصى..”.
وتابع: كل يوم أحاول قدر المستطاع المشاركة في مسيرات العودة، لأن هذا واجبنا نحن وطننا القدس وفلسطين، نحن هنا من أجل التمسك بحقوقنا المشروعة بالعودة للوطن المغتصب، نحن أصحاب حق والذي له حق لا ينام عليه.
وأكد أبو إسلام أن هذه الحدود الزائلة، التي ترونها وضعها الاحتلال وستزول بعون الله، لأن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة ليافا والقدس.
وأوضح أبو اسلام أن الآلاف من الشعب الفلسطيني يتظاهر هنا على حدود قطاع غزة لإرسال رسالة للاحتلال والرئيس ترمب بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه المشروعة بالعودة لقراه ومدنه التي هجر منها على يد العصابات الصهيونية عام 1948.
وتواجه قوات الاحتلال الصهيوني المسيرات السلمية التي انطلقت في الثلاثين من مارس الماضي وتتواصل حتى الآن، بالرصاص والقنابل الغازية، مما أسفر حتى الآن عن استشهاد 32 فلسطينياً وجرح 2800 آخرين برصاص، وسط تأكيد فلسطيني على استخدام الاحتلال لأسلحة مجهولة ومحرمة دولياً غير معروفة المصدر.
وفي هذا السياق، أكدت اللجنة التحضيرية لمسيرات العودة الكبرى أنه على الرغم من تحذيرات الاحتلال لمسيرات الاحتلال وتهديداته، فإن مسيرات العودة ستستمر حتى الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، وسط تنديد فلسطيني بصمت المجتمع الدولي إلى الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل في غزة.