حكومة بنيامين نتنياهو تحاول فرض أجندات تهويدية على المسجد الأقصى قبيل الإعلان عن “صفقة القرن” الكارثية، ومن هذه الأجندات اقتطاع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى التي تبدأ من محراب داود ومدخل المسجد المرواني وتمتد إلى منطقة باب الأسباط بمساحة تزيد على الـ55 دونماً.
حارس المسجد الأقصى خالد السيوري (أبو حسين) لم يخف قلقه وخوفه، فحياته قضاها في داخل المسجد الأقصى، واليوم يشاهد قطعان المستوطنين تقتحم المسجد بشكل مكثف من يوم الأحد حتى الخميس.
يقول السيوري بنبرة حزينة: نحن أمام كارثة، فأنا موقعي في المسجد القبلي، ومسار المقتحمين المستوطنين التلمودي من باب المغاربة مروراً بمنطقة المتحف ثم المسجد القبلي والتوقف عنده بشكل استفزازي، ثم إلى لمنطقة الشرقية والوصول إلى مبنى باب الرحمة وباب الرحمة المغلق والتمرغ بتراب المكان بشعائر تلمودية، ثم العودة بالقرب من صحن قبة الصخرة إلى باب السلسلة والعودة إلى منطقة حائط البراق.
وأضاف: هذا المسار التلمودي الخطير يتكرر في اليوم عدة مرات، فهم يقتحمون بشكل أفواج، وكل فوج يمارس ذات المسار وذات المشاعر، ونحن كحراس نقف لا حول لنا ولا قوة، فالاحتلال يحاول إضعاف كل الهيئات الفاعلة في الأقصى من دائرة الأوقاف وطاقم الحراسة والمرابطين.
الاحتلال تباهى قبل أيام بأن أعداد المقتحمين من المستوطنين للمسجد الأقصى منذ بداية السنة العبرية بأنه تجاوز 20 ألف مستوطن في خطوة لم تحدث منذ احتلال المدينة عام 1967م.
مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أكد أن استهداف المنطقة الشرقية والحفريات في مناطق مختلفة تؤكد وجود مخطط مرعب، فالاحتلال اعترض على إعمار المنطقة الشرقية في شهر رمضان، وطرد طاقم الحراسة فوق مبنى باب الرحمة كعقاب على إعمار المنطقة الشرقية وتنظيفها في ليلة القدر، وهذا الاعتراض له دوافع خبيثة، فهم لا يريدون من أحد أن يتواجد في المنطقة الشرقية حتى يتم تمرير مخططاتهم الخبيثة في تلك المنطقة.
جماعة “أمناء الهيكل” كثفت من منشوراتها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بيهود العالم التي تتضمن الدعوة إلى زيارة جبل الهيكل -التسمية الصهيونية للمسجد الأقصى- لقرب بناء الهيكل، حسب زعمهم.
وقال الباحث المقدسي محمد قاسم: هذه المنشورات باتت لا تتوقف في الآونة الأخيرة، فحاخامات المستوطنين يعتبرون الحالة السائدة المناسبة لتمرير مخططاتهم، لذا شرعوا بخطوات غير مسبوقة، منها تكثيف الاقتحام اليومي، ومحاولة تمديده لساعات بعد الظهر، ودعوة كافة الأطياف اليهودية دينية وسياسية وأمنية للتواجد في ساحات المسجد الأقصى، وسماح نتنياهو بدخول أعضاء “الكنيست” للمسجد الأقصى والتجوال فيه مؤخراً إعلان حرب على المسجد الأقصى وتحريض سافر عليه.
ونوه قاسم: مقابل التغول التهويدي داخل المسجد الأقصى هناك وعي مقدسي لخطورة الوضع الميداني، وهناك مبادرات مقدسية شبابية لحماية المنطقة الشرقية من خلال التواجد فيها والصلاة على أرضها، فإعمارها بالمصلين أصبح هدفاً مقدسياً بامتياز، وتطور الوعي المقدسي يشكل رافعة لمنع تنفيذ المخططات المرعبة التهويدية، ونحن نعيش الذكرى الأولى لمعركة البوابات الإلكترونية وإفشالها في 15 يوليو 2017م.
يشار إلى أن انتقام شرطة الاحتلال من المقدسيين مع اقتراب ذكرى معركة البوابات الإلكترونية يتزايد، وظهر على امتداد الفترة السابقة باعتقالات كبيرة وقرارات إبعاد وقيام البلدية بإجراءات عقابية للمشاركين في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى.