أصبحت ظاهرة انتشار الخنازير البرية على الطرقات الرئيسة في ساعات الليل وفي المزارع القريبة من التجمعات السكنية ظاهرة لها أبعاد خطيرة، وهي تفتك بالفلسطينيين بشكل يومي.
قبل يومين وقعت حوادث سير خطيرة بالقرب من بلدة كفر ثلث شرق قلقيلية وعلى الشارع الالتفافي المعروف بشارع يتسهار جنوب مدينة نابلس.
قناص الخنازير نضال مصطفى يتحدث عن خطورة الخنازير قائلاً لـ”المجتمع”: الخنازير تسير على شكل قطيع وهي لا تلتفت يميناً ويساراً، وتسير باتجاه مستقيم وتستطيع الالتفاف بشكل كلي، وعندما تقطع شارعاً فهي لا تلقي بالاً للسيارات ويتفاجأ بها السائقين ليلاً وتقع الحوادث الخطيرة التي تؤدي إلى تحطم المركبة كلياً ووجود ضحايا.
السائق عزام خالد قال: أثناء سفرنا صباحاً في واد قانا الذي تنتشر به الخنازير البرية بكثرة، يكون كابوس الخنازير هو الحاضر في مخيلتي، فهي تخرج بصورة مفاجئة نحو الطريق وتكون الكارثة عند صدمها فأجسامها السمينة والممتلئة تحطم المركبة.
أما المواطن من قرية كفر ثلث المهندس باسم عودة قال: قبل يومين وقع حادث سير ذاتي في البلدة بفعل الخنازير وتسبب بقطع التيار الكهربائي عن البلدة بعد صدم المركبة لعمود كهرباء في مكان الحادث.
وأضاف: الخنازير البرية خطيرة على كل فلسطيني، ولكثرتها أصبحت تنتشر على الطرقات وبالقرب من المنازل، وتهاجم المزارعين، ومع اقتراب موسم الزيتون ستكون هجمات الخنازير خطيرة على المزارعين المتوجهين إلى مزارعهم في ساعات مبكرة من الصباح.
وأضاف قناص الخنازير نضال مصطفى من قرية كفر جمال شمال قلقيلية: في عيد الأضحى قتلت 21 خنزيراً دفعة واحدة ببندقية الصيد، وقبل يومين قتلت أنثى خنزير اقتربت من منازل قريتي، فأنا تطوعت لقتل خنازير المنطقة إلا أن المشكلة أن الاحتلال يقوم بجلب العديد منها بشكل مستمر في عدة مناطق بالضفة الغربية ولعدم وجود خطة لقتل هذه الخنازير تبقى مقاومتي لها محدودة، فالخنازير يقف خلفها دولة تشرف على انتشارها، بينما المواطن الفلسطيني يقاوم الخنازير بشكل ذاتي وفردي، ولا بد من وجود خطة وطنية في كل المناطق الفلسطينية للحد من انتشارها.
البيطري سامي خضر، المشرف على رعاية حيوانات الحديقة الوطنية في قلقيلية، قال: الخنازير تعتبر آفة وظاهرة خطيرة، فهي متوحشة وتهاجم البشر بهدف القتل، وتكون في حالة هيجان وهي برفقة أولادها، وتعتبر كل من يتواجد في محيط تواجدها هدفاً للقتل، وتتكاثر بشكل كبير جداً، فأنثى الخنزير تستطيع إنجاب 14 خنزيراً في العام، وانتشارها بكثرة يهدد حياة الفلسطينيين، يقول البيطري خضر.
المزارع السبعيني عبدالله زيد قال: بعد إقامة الجدار في منطقة “الكارة” أصبحت المنطقة المعزولة مزرعة للخنازير البرية، وهي تعمل على تخريب المزروعات، بحيث تفتك بالمزروعات كجرافة تقوم بتسوية الأرض، فأجسامها تحطم وتتلف كل شيء أمامها، ولم نعرف هذه الخنازير المقرفة إلا بعد إقامة الجدار العنصري والأسيجة الأمنية.