حذر المسؤول الطبي في إدلب منذر الخليل من أن التهديد بشن هجوم له تأثير كبير على صحة السكان العقلية، مشيراً إلى ارتفاع معدل الانتحار من الصفر في الماضي إلى تسع حالات في الشهر حالياً، معظمها لنساء وفتيات بين 16 و20 عاماً.
وأضاف الخليل الذي يعمل جراح عظام ويترأس مديرية الصحة في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة بإدلب، أن هذا العدد ارتفع “بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية”، مع ازدياد المخاوف من وقوع هجوم عسكري.
كما تحدث عن التدهور الذي يشهده النظام الصحي في إدلب، حيث يعمل من تبقى من الأطباء في مستشفيات تضررت بفعل الحرب وسط تناقص في الموارد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية، بينما يضطر المرضى في كثير من الأحيان إلى تناول أدوية انتهت مدة صلاحيتها.
وأشار الخليل إلى أن المحافظة تشهد “كارثة قد تكون الأكبر” في سورية منذ اندلاع الحرب، في حين تتجه قوات النظام نحو شن عملية عسكرية واسعة على هذا المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة السورية.
وقال المسؤول الطبي في حديث لوكالة “الصحافة الفرنسية” بجنيف: إنه سافر إلى سويسرا لإقناع الدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين ببذل مزيد من الجهود لمنع وقوع “كارثة”.
وتعد إدلب التي سيطرت عليها المعارضة عام 2015 والمناطق المحاذية لها بين آخر الأراضي السورية التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة، ويعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص، قرابة نصفهم نزحوا إليها من أجزاء أخرى من البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
وبعد استعادتها السيطرة على كامل دمشق ومحيطها ثم الجنوب السوري خلال العام الحالي، وضعت قوات النظام نصب أعينها محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل جهادية إلى جانب المعارضة.
ويتوقع أن يشكل انطلاق عملية عسكرية كبرى كابوساً على الصعيد الإنساني، حيث لم تعد هناك مناطق قريبة خاضعة للمعارضة في سورية يمكن إجلاء السكان إليها.
ويوم السبت، تعرضت محافظة إدلب في شمال غرب سورية لغارات جوية روسية هي “الأعنف” منذ شهر، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وجاء تصاعد العنف بعدما فشلت حليفتا النظام روسيا وإيران -إلى جانب تركيا الداعمة لبعض الفصائل المعارضة- في الاتفاق على حل يمنع قوات النظام من شن هجوم وشيك على المحافظة.
وأشار الخليل إلى تزايد الهجمات على المستشفيات في إدلب، حيث وقع اعتداءان خلال الأسبوع الماضي، محذراً من أن ذلك ينذر باستعداد النظام لشن هجوم شامل.
واتُّهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية خلال النزاع، ولم يُخف الخليل قلقه من إمكانية استخدام هذه الأسلحة مجدداً في إدلب
وأضاف “ما نخشاه حقا هو أن يتم شن اعتداءات على مواقع مهمة ومكتظة على غرار سوق أو مدرسة أو مستشفى.. عندما تتعرض أهداف كهذه إلى هجوم تكون حصيلة الضحايا أعلى بكثير”.
وقدرت الأمم المتحدة أن العملية العسكرية ضد إدلب قد تجبر نحو 800 ألف شخص على الفرار من منازلهم، بينما قد يشكل أكبر عملية نزوح حتى الآن تشهدها الحرب السورية التي بدأت قبل سبعة أعوام.
وأكد مدير صحة إدلب أن خوفه الأساسي هو من نزوح جماعي واسع نحو تركيا، حيث قد يجد الناس أنفسهم عالقين بين القوات الحكومية السورية وحدود مغلقة، وقال: “أخشى أن يموت الناس وهم يحاولون عبور الحدود”.