انهارت محاولة لإجراء محادثات سلام لليمن، أمس السبت، بعد انتظار وفد جماعة الحوثي لمدة ثلاثة أيام، لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث تعهد بمواصلة المساعي الدبلوماسية.
وقال جريفيث: إن عدم مجيء الحوثيين إلى جنيف في أول محادثات منذ ثلاثة أعوام مشكلة لا يمكن تجاهلها، لكنها لا تعني توقف عملية السلام.
وأضاف المبعوث الذي أجرى محادثات لمدة ثلاثة أيام مع وفد الحكومة اليمنية أنه سيجتمع في الأيام المقبلة مع قيادات الحوثيين في صنعاء ومسقط بسلطنة عُمان.
وتابع في مؤتمر صحفي دون الخوض في تفاصيل: كانوا يودون الحضور إلى هنا، لم نهيئ أجواء مناسبة بما يكفي لإقناعهم بالحضور.
واتهم زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن بعرقلة سفر وفد الحركة إلى محادثات السلام.
وقال جريفيث، يوم السبت، في إشارة لعملية السلام: الاستئناف لحظة هشة ودقيقة للغاية، الناس يأتون في وقت ربما لا يشارك فيه جميع من يمثلونهم بالكامل ولا يرون ما هي النتائج التي قد تؤدي إليها المحادثات.
وأضاف: لذلك لا أعتبر ذلك عقبة أساسية في العملية.
وقال: إنه ناقش مع الحكومة إجراءات لبناء الثقة مثل إطلاق سراح سجناء وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية خاصة إلى مدينة تعز وإعادة فتح مطار صنعاء.
وأعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق على بدء عمليات إجلاء طبي من العاصمة اليمنية صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، في غضون أسبوع برحلة جوية إلى القاهرة ووصف هذا بأنه إنجاز مبكر.
واتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، الذي يرأس وفد الحكومة، الحوثيين بعدم المسؤولية ومحاولة “إفشال” المفاوضات.
وقال في مؤتمر صحفي منفصل قبل مغادرة جنيف: إذا كانوا يريدون السلام فليأتوا، لن نتواجه وجهاً لوجه.. ولكن ينبغي أن يكون هناك جهد يشجع وصولاً لإجراءات بناء ثقة.
وانتقد اليماني، جريفيث، الذي يقوم بدور الوساطة منذ فبراير، وقال: ننتظر من الأمم المتحدة أن تكون أكثر حزماً في جلب الطرف الانقلابي إلى طاولة المشاورات.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي تشارك بلاده في التحالف بقيادة السعودية، على “تويتر”: رغم الانتكاسة الكبيرة في جنيف، فإن الحل السياسي لا يزال هو السبيل للمضي قدماً.
وأضاف: ربما ما يبدو أكثر وضوحاً للمجتمع الدولي الآن هو عدم رغبة الحوثيين في المشاركة في مثل هذه العملية بنية حسنة.