حذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة من أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن يؤثر على نحو 20 مليون شخص في البلد الأكثر فقراً في شبه الجزيرة العربية، مؤكدة أن النزاع المستمر منذ عام 2015 هو “السبب الرئيس” لذلك.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة “يونيسف”، ومنظمات أخرى، في تقرير مشترك، صدر أمس السبت: إن هناك 15.9 مليون يمني يعانون من الجوع حالياً، داعية إلى توسيع إطار المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لإنقاذ ملايين اليمنيين، بحسب “فرانس برس”.
وأوقع النزاع في اليمن منذ مارس 2015 أكثر من 10 آلاف قتيل وتسبّب في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، بحسب الأمم المتحدة.
وقال البيان: إن النزاع “السبب الرئيس” في انعدام الأمن الغذائي، ولكنه أشار إلى عوامل أخرى مثل فقدان سبل العيش والدخل وزيادة أسعار السلع الأساسية بحيث تقلل من قدرة الأُسَر على شراء الغذاء.
وأدى النزاع اليمني إلى تدهور الاقتصاد بشكل كبير، مع انكماش اقتصادي بنسبة 50% منذ عام 2015، بحسب البنك الدولي، وبلغت نسبة البطالة أكثر من 30%، ومن المتوقع أن يبلغ معدل التضخم نحو 42%، بينما لم تدفع أجور غالبية الموظفين منذ سنوات.
وأدى تراجع سعر صرف الريال اليمني إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية وخصوصاً الغذائية.
وبحسب البيان، فإنه على الرغم من أن الأسواق لا تزال مفتوحة فإن القدرة المالية لشراء الغذاء تشكل هاجساً كبيراً.
وأكدت المنظمات أن نسبة كبيرة من اليمنيين حتى في المناطق “الأكثر استقراراً”، لا يستطيعون الحصول على السلع الغذائية الأساسية؛ لأن أسعار الغذاء قفزت بنسبة 150% مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة، كما ارتفعت أسعار الوقود بما في ذلك غاز الطبخ.
ونقل البيان عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قوله: إن البرنامج يقوم الآن بإطعام نحو مليون شخص في الشهر، ولولا ذلك لكان ثلثا سكان اليمن يواجهون مستويات فظيعة من الجوع.
وبحسب بيزلي، فإن البرنامج بحاجة إلى زيادة هائلة في المساعدات والوصول المستدام إلى جميع المناطق في اليمن لإنقاذ ملايين اليمنيين، محذراً من أنه في حال عدم حصول ذلك فسنخسر جيلاً كاملاً من الأطفال بسبب الجوع.
ولاحقاً أعلن برنامج الأغذية العالمي أنّه سيزيد مساعداته الغذائية المخصصة لليمن.
وقال المتحدّث باسم برنامج الأغذية العالمي إيرفيه فيرهوسيل في بيان: إنّ هذه الوكالة الأممية التي تقدّم حالياً مساعدات غذائية لما بين 7 و8 ملايين شخص في اليمن شهرياً ستزيد عدد المستفيدين من مساعداتها في هذا البلد ليبلغ 10 ملايين شخص بحلول نهاية ديسمبر الجاري و12 مليوناً بحلول نهاية يناير 2019.