فسر المراقبون اللهجة التي تحدث بها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في تجمعاته الأخيرة بأن الخطر في مواجهة نووية في المنطقة ما زال قائماً والقول: إن الخطر قد تراجع ليس بالواقعي ولا بالحقيقي.
واتهم عمران خان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بتهيئة المناخ للحرب النووية بين البلدين، وأن الهند ما زالت تخطط لإدخال المنطقة في كارثة بالمعنى الحقيقي لها، وأكد خان أن قوات بلاده ستستمر في المقاومة ولن تمنح الهند فرصتها للقضاء على باكستان.
الهند ما زالت متمسكة بحقها في الرد
ويقول المراقبون: إن لدى السلطات الباكستانية معلومات دقيقة عن أن هناك خطراً حقيقيا يتهددها اليوم من الجارة الهند، وأنها لم تفق بعد من خسارتها لطائراتها مع باكستان ولهزيمتها النكراء وللإساءة التي تعرضت لها دولياً بعد أن لاحقتها الطائرات الباكستانية.
ويرون أن رئيس الوزراء الهندي مودي لم يقبل بهذه الهزيمة، وأعلن أنه سيستمر في التخطيط لتوجيه ضربة لباكستان وبالتنسيق مع “إسرائيل” بالدرجة الأولى التي يهمها القضاء على السلاح النووي الباكستاني بأي صورة، ومن خلفهم الأمريكيون بطبيعة الحال الذين يهمهم أن يتم القضاء على المنشآت النووية الباكستانية وتدميرها.
بات اليوم من المؤكد أن باكستان حصلت على معلومات خطيرة من تحرك هندي إسرائيلي لاستهدافها ولضرب مفاعلها النووي مع الأسف، ويقول المراقبون: إن مودي تعهد بالانتقام وبالرد السريع على هزيمته الأخيرة مع باكستان، وإنه لن يتسلى الإهانة التي لحقت ببلاده بسبب هذه الخسارة؛ وبالتالي يريد الحفاظ على ماء وجهه وإعادة الآمال إلى الهنود بتوجيه ضربة موجعة لباكستان وإلحاق بها الهزيمة والضربة الموجعة.
وكانت باكستان قد اتخذت جميع التدابير الأمنية اللازمة لمنع أي محاولة هندية لاستهدافها مرة أخرى، وأن المطارات الحساسة في البلاد ما زالت مغلقة، أبرزها مطارات جلجت بلتستان ومطارات كشمير وبهالبور وسكر وحيدر آباد؛ إذ إن السلطات قررت إبقاءها مغلقة أمام الطيران لمدة غير معروفة بسبب وجود تهديدات.
ويشير المراقبون إلى أن باكستان أخذت التهديدات الهندية محمل الجد، وأنها قررت إبقاء حالة الطوارئ في صفوف قواتها البحرية والجوية والبرية، ورفعت من سقف تدابيرها الأمنية حول المنشآت النووية والحساسة في البلاد إلى جانب مرافق صنع الصواريخ الباليستية في المنطقة.
وتحسباً لأي خطر قد تواجهه منشآتها النووية والصاروخية، فقد غيّرت باكستان من تدابيرها الأمنية، ولم تبق أسلحتها النووية في موضع واحد حتى لا تقع جميعها في يد الأعداء، وأنها اتخذت من الإجراءات الفنية والتقنية والاستخبارية ما سيجعل مهمة الوصول إليها واستهدافها عملية غير ممكنة.
وفي إطار تدابيرها الأمنية، كشفت القوات الباكستانية أنها ألقت القبض على ضابطين كبيرين في الجيش الباكستاني، أحدهما كان ضابطاً في جهاز الاستخبارات العسكرية، لم تكشف عن هويتهما، واكتفت بالقول: إنهما كانا يعملان لصالح أمريكا وإيران، وشرعت في محاكمتهما بتهمة الخيانة والتعامل مع جهات خارجية وتعريض مؤسسة الجيش للخطر.
استمرار التهديدات الهندية
ويقول خبراء: هناك تقارير استخبارية مطلعة قد توصلت إلى أن الجنون الهندي ما زال قائماً، وأن الهند حشدت مرة أخرى ترسانتها العسكرية على الحدود مع باكستان وليس فقط مع كشمير بل حتى في المياه الساحلية بالقرب من كراتشي وعلى مقربة من الحدود الدولية بين البلدين.
وتقول باكستان: إنها تراقب عن كثب هذه التحركات المشبوهة في هذا التوقيت، وإنها تخشى من أن تكون الحكومة الهندية تخطط إلى الانتقام من خسارتها وهزيمتها الأخيرة من جهة، وتريد أن تدخل المعترك الانتخابي وقد ألحقت بباكستان هزيمة ودرساً لن تنساه؛ وبالتالي يمكن لمودي أن يقول لشعبه: إن عليهم انتخابه في الانتخابات القادمة لأنه جسد مشاعرهم ومطالبهم بتأديب باكستان بضربة موجعة.
ويخشى المراقبون أن تنجر المنطقة إلى مواجهة خطيرة قبل موعد الانتخابات القادمة؛ وهو ما أشارت إليه صحف عالمية وأبرزها صحيفة “نيويورك” الأمريكية في عددها الأخير التي تحدثت فيه بصراحة أن خطر مواجهة نووية بين باكستان والهند باتت تقترب من الانفجار، واعتبرت الصحيفة أن التوتر المتواصل على الحدود وجنون المسؤولين الهنود سيدخل المنطقة في مواجهة نووية هي الأسوأ من نوعها في تاريخ البشرية، وستأتي على الأخضر واليابس.
ويقول المراقبون: إن الإجراءات الأخيرة التي قامت بها باكستان، وما زالت مستمرة فيها، بالقبض على القيادات المتشددة وإغلاق مقرات أبرز الجماعات التي تشتكي منها الهند وهي جماعة الدعوة، وجيش محمد، وتطويق مقراتهم الرئيسة في باكستان، والسيطرة على الجامعات والمدارس التابعة لهم، إلى جانب وضع قادتها في الإقامة الجبرية، جميعها إجراءات لم تطمئن الهند ولم تحملها على الإشادة بها وظلت تعتبرها مجرد مسرحية وليس فيها أي جزء من الصحة.
وكانت الحكومة الباكستانية قد استهدفت الجماعات التي تتهمها الهند تحديداً بالوقوف خلف الهجمات ضدها وهي جماعة الدعوة، وجيش محمد، وأخذت تجفف منابعها وتعتقل أفرادها وتغلق مدارسها وتسيطر على مساجدها.
وأغلقت أغلب الحسابات البنكية التابعة لهذه الجماعات منذ الهجمات الأخيرة في الإقليم المتنازع عليه بين البلدين، لكنه فيما يبدو أن الهند ليست بعد مطمئنة من الإجراءات الباكستانية وما زالت متمسكة بحقها في الرد على باكستان وشن عمل عسكري ضدها.