أثارت حلقة مسجلة (من أرشيف التلفزة التونسية) لأحد شيوخ نظام بن علي بثت على القناة الرسمية الثانية يوم 6 مايو 2019م الموافق لليوم الأول من شهر رمضان ورد فيــــه دعـاء وتهنئة للرئيس السابق وعائلته مما أثار حفيظة المشاهدين التونسيين، تقرر على إثر ذلك إعفاء المشرف على إدارة القناة الأولى محمد الأزهر فارس من مهام الإشراف على إدارة القناة الأولى ومن مهام التسيير الوقتي للقناة الثانية.
وفُتح تحقيق إداري في الغرض لتحديد المسؤوليات الراجعة لمختلف المتدخلين في هذا الخطأ الناتج عن توارد خطأ بشري وتقصير مهني وترتيب الآثار الإدارية والتأديبية المستوجبة لإيقاف من ثبتت مسؤوليتهم، عن العمل، فضلاً عن الشروع في إجراءات التتبـع الجزائي في الغرض.
إشادة ببن علي
قام مقدم البرنامج بتهنئة بن علي بدخول شهر رمضان قائلاً: “نسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا الشهر مباركاً على سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وعلى حرمه السيدة الفاضلة ليلى بن علي”.
وأضاف: “نرجو لبلادنا العزيزة أن تعيش الأمن والأمان والسلام في ظل قيادة ابنها البار والنزيه والمخلص والوفي سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي رأت بلادنا الخير على يديه”.
غضب شعبي
وقد أثار البرنامج موجة من التعليقات الساخرة على موقع “فيسبوك”، حيث قال النشطاء: “تحيا الرياضة على قناة 21 وشكراً للزملاء في الحافلة”، وتساءل نشطاء آخرين مستغربين: “أين المليارات المتأتية من ضريبة التلفزة التي يدفعها الشعب؟ هل عجزوا عن تقديم برامج دينية جديدة؟!”.
وعبّر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم ممّا أقدمت عليه التلفزة الوطنية حيث اعتبروا أن البث لم يكن خطأ كما قالت التلفزة التي اعتذرت في بيان عما حصل.
واستغرب الإعلامي سليم الدربالي على حسابه على “فيسبوك” بثّ هذه الحلقة موضّحا أنّه لم يصدّق للوهلة الأولى ما حصل.
من جانبه، علّق الباحث والإعلامي المختصّ في الشأن الديني غفران الحسايني أنه “اجتمع في عديد المناسبات مع مسؤولي التلفزة من أجل إنتاج برامج دينية جديدة ولكن في الأخير لم يتم أي شيء”. وأضاف: “أول حلقة في برنامج ديني في رمضان على الوطنية 2 منذ عام 2007 م تقريباً، والسيد يهنئ في بن علي وليلى وغداً سيبثون حلقة عن الأم فرنسا”.
من جانبها، انتقدت الكاتبة لطيفة مسعودي على حسابها على “فيسبوك” التلفزة التونسية الرسمية واتهمتها بتعمّد إعادة بثّ هذه الحلقة، بما يفسّر الحنين للاستبداد وإهدار المال العام دون القيام بأي عمل.
اعتذار رسمي من التلفزة
على إثر الفضيحة، قدمت التلفزة الرسمية اعتذارها للمشاهدين، وقالت في بلاغ لها: “نعتذر عن الخطأ البشري غير المقصود أثناء سحب الشريط من خزينة الأشرطة”، ووفق نص البلاغ فقد اتخذت الإدارة العامة حال بث الحصة الإجراءات الإدارية لتحميل من تسبب في هذا التهاون الذي مس من مشاعر التونسيين الذي لا تقبله المؤسسة بأي حال من الأحوال، وفق نص البلاغ.
وجددت التلفزة اعتذارها من المشاهدين الكرام مع تعهدها بأن “لا تتكرر مثل هذه الأخطاء مستقبلاً”.