– حبيب: الاحتلال لم يتوقف عن التصعيد والمقاومة جاهزة لكل السيناريوهات
– أبو ظريفة: معادلة الهدوء مقابل الهدوء باتت غير مجدية
لا يكاد يمر يوم في قطاع غزة بدون عمليات تصعيد صهيوني، حيث تشن طائرات الاحتلال “الإسرائيلي” بين الحين والآخر غارات جوية على مناطق متعددة من القطاع، ويتزامن معها تصاعد في لهجه التهديدات “الإسرائيلية” بشن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع، لكن تلك التهديدات تبقى في إطار الحملات الانتخابية، كما يقول مراقبون، لعدم رغبة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشن عدوان جديد على القطاع خوفاً من انعكاسات ذلك على الناخب الصهيوني.
الاحتلال الصهيوني يواصل عمليات التصعيد من خلال قصفه لمناطق متعددة في القطاع، واستهدافه للفلسطينيين شرق القطاع مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، وترد المقاومة على هذا التصعيد بشكل مدروس لعدم منح فرصة لنتنياهو كما تقول لشن عدوان جديد واستخدام دماء الشعب الفلسطيني كوقود لحملته الانتخابية.
معادلة الهدوء مقابل الهدوء
من جانبه، قال عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار طلال أبو ظريفة لـ”المجتمع”: إن معادلة الهدوء مقابل الهدوء لن تصمد طويلاً طالما واصل الاحتلال التصعيد، وتنصل من تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها برعاية القاهرة والأمم المتحدة، وإن الاحتلال يريد تصعيد الأوضاع في غزة، ولكن ليس لمرحلة التدحرج لحرب جديدة، لذلك المقاومة هي في حالة استنفار لصد العدوان، وإن نتنياهو قد يلجأ لعملية عسكرية جديدة ولكن ليس بمستوى الحرب، لاستخدام دماء الفلسطينيين للحصول على أصوات المستوطنين قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية.
وأكد أبو ظريفة أن الأوضاع في غزة مقبلة على انفجار، فلا تفاهمات التهدئة نفذت، ولا الحصار رفع عن قطاع غزة، والاحتلال يريد استمرار الأوضاع الحالية على ما هي عليه دون تقديم أي من الالتزامات التي قطعها على نفسه للقاهرة والأمم المتحدة.
المقاومة في حالة استنفار
بدوره، قال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لـ”المجتمع”: إن المقاومة في حالة استنفار، ونحن نتوقع مكر العدو من خلال عدوان جديد قد يشنه على القطاع، والمقاومة جاهزة للرد على العدوان، الذي قد يشنه نتنياهو قبل الانتخابات “الإسرائيلية” المقررة في 17 من هذا الشهر.
وأشار حبيب إلى أن الاحتلال لم يتوقف لحظة واحدة عن العدوان، وهو يومياً يمارس القتل والتوغل ويستهدف مسيرات العودة، والأوضاع في قطاع غزة لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه الآن، خاصة وأن الاحتلال لم يلتزم بتفاهمات التهدئة.
تصعيد مبرمج
وقد وثقت مؤسسات حقوقية تصعيداً ملحوظاً للاحتلال في عدوانه على قطاع غزة، حيث قصف الاحتلال خلال اليومين الماضيين أكثر من عشرين هدفاً للمقاومة الفلسطينية، وقتل طفلين، وأصاب العشرات من الفلسطينيين خلال مشاركتهم في مسيرات العودة.
ولفتت المؤسسات الحقوقية إلى أن الاحتلال تعمد عمليات قتل المشاركين في مسيرات العودة من خلال إطلاق النار على الأجزاء العلوية من الجسم بهدف القتل أو التسبب بإعاقة.
أما المحلل السياسي محمد بركة، فتوقع عملية عسكرية “إسرائيلية” محدودة ضد قطاع غزة، خاصة مع تصاعد الضغوط على نتنياهو من قبل المعارضة بشن عدوان على غزة، لكن هذه العملية العسكرية لن تتدحرج لمواجهة عسكرية واسعة، لأن نتنياهو يريد تمرير الانتخابات بهدوء والحصول على ثقة الجمهور “الإسرائيلي” التي فقدها، كما تقول وسائل إعلام صهيونية، في ظل نجاح المقاومة الفلسطينية في توجيه ضربات للاحتلال بين الحين والآخر.
وأكد بركة لـ”المجتمع” أن لا حلول عسكرية للاحتلال في غزة، ونتنياهو سيرضخ لمطالب المقاومة فيما يتعلق برفع الحصار، والدخول في مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى جديدة، لكن تلك الصفقة ربما يتم الاتفاق عليها بعد الانتخابات “الإسرائيلية”.