أكدت أوساط رسمية إسرائيلية أن واشنطن وتل أبيب توشكان على الاتفاق بشكل نهائي على خريطة المناطق في الضفة الغربية التي سيتم ضمها إلى إسرائيل.
وقال رونين بيرتس، مدير عام ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنّ الفريق الأميركي الإسرائيلي الذي يقوده السفير الأميركي ديفيد فريدمان ووزير السياحة الإسرائيلي يريف ليفين يواصل العمل في هذه الأيام من أجل إنجاز الاتفاق.
ولفت في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ميكور ريشون” اليمينية إلى أن الفريقين يناقشان حالياً بعض الملاحظات والتعديلات التي ترى إسرائيل وجوب إدخالها على الخريطة الأصلية التي وردت في الخطة الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ”صفقة القرن”، والتي تضم المناطق التي يجوز لإسرائيل ضمها.
وأوضح بيرتس، وهو أحد أعضاء الفريق الإسرائيلي، أن الحديث يدور عن تعديلات بسيطة تتعلق بمصير بعض الشوارع التي يسلكها المستوطنون داخل الضفة، منبهاً إلى أن إسرائيل تصر على ضم الشارع الالتفافي الذي يستخدمه المستوطنون الذين يقطنون في المستوطنات التي تقع جنوب مدينة نابلس، والمعروف بـ”التفافي حوارة”.
ولفت إلى أن الفريق الإسرائيلي يقدم ملاحظاته على الخريطة الأميركية بعد التشاور مع رؤساء مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، مشدداً على أن ديوان نتنياهو يعمل مع مجالس المستوطنات بشكل وثيق ودائم حتى في هذه الأيام. وأوضح أن “صفقة القرن” تنصب على عدم السماح بإجلاء أي مستوطن يهودي في جميع أرجاء الضفة الغربية من مكان سكنه.
واستدرك بيرتس قائلاً إن تطبيق خريطة الضم سيتوقف على رد الجانب الأميركي النهائي على التعديلات التي تطالب بها إسرائيل وإقرار تطبيق هذه الخريطة من قبل الكنيست.
ولفت إلى أن إسرائيل ستواصل تنفيذ مخططاتها المتمثلة في البناء في المناطق الاستراتيجية داخل الضفة، لا سيما مشروع “E1″، الذي يربط بين القدس ومستوطنة “معاليه أدوميم”، والذي سيؤدي إنجازه إلى فصل شمال الضفة الغربية عن شمالها.
وأشار إلى أن العلاقة بين نتنياهو والرئيس دونالد ترامب قوية بشكل لا يمكن مقارنته بنمط العلاقة التي كانت سائدة بين قادة إسرائيل والرؤساء الأميركيين، وهذا ما يمكّن تل أبيب من مواصلة البناء في المستوطنات في أرجاء الضفة الغربية، وضمن ذلك في مشروع “E1”.
وشدد على أن إمكان مشاركة حزب “كاحول لفان” في الحكومة الجديدة وتولي زعيمه بني غانتس منصب وزير الدفاع لن يؤثر على مخططات الاستيطان في أرجاء الضفة، مشيراً إلى أن نتنياهو يتمتع وحده بصلاحيات الإشراف على البناء في المستوطنات هناك.
وأشار إلى أن إسرائيل أحدثت طفرة كبيرة في المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية خلال العامين والنصف الماضيين، لافتاً إلى أنه تم خلال هذه الفترة الشروع في بناء 15 ألف وحدة سكنية، إلى جانب صدور قرار ببناء 10 آلاف وحدة أخرى. وذكر أنه بناء على تعليمات نتنياهو، فقد تم إضفاء الشرعية على عدد كبير من النقاط الاستيطانية التي أقامها المستوطنون في الضفة الغربية من دون الحصول على إذن الحكومة والجيش، وأن المستوطنين الذين يعيشون في هذه النقاط باتوا يتمتعون بالمكانة ذاتها التي يتمتع بها أي إسرائيلي.
يذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا مبدئياً على أن تشمل خريطة الضم كلاً من منطقة غور الأردن، التي تشكل حوالي 30 في المائة من الضفة الغربية، بالإضافة إلى التجمعات الاستيطانية في أرجاء الضفة الغربية.