ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استبعاد الجنرال الانقلابي خليفة حفتر من المعادلة السياسية في ليبيا، على ضوء الجهود الدبلوماسية التي تجريها أنقرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
جاء ذلك في حديث مطول لشبكة “تي.آر.تي” التركية، مساء أمس الإثنين، حول العديد من الملفات أبرزها التطورات في ليبيا.
وتحدث الرئيس التركي حول اتصاله مع نظيره الأمريكي دونالد ترمب، والأحداث التي أعقبت مقتل الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد الشرطة، وعلاقة “حركة أنتيفا” بإرهابيي “ي ب ك/بي كا كا”، والتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، وتصاعد التوتر في العلاقات مع اليونان.
وحول اتصاله مع ترمب (مساء الإثنين)، أشار أردوغان إلى أنهما بحثا العديد من القضايا، وعلى رأسها التطورات في ليبيا التي أخذت حيزاً كبيراً من المباحثات بينهما.
وأفاد أردوغان: قلت للرئيس ترمب: تركيا تدعم حكومة فايز السراج المعترف بها من الأمم المتحدة، ضد الانقلابي حفتر، وسنواصل دعمنا، وليقف من يقف مع حفتر، وإلى الآن تمت استعادة العديد من المناطق.
وأشار الرئيس أردوغان إلى أنّ ترمب وصف وضع تركيا في ليبيا بـ”الناجح”.
وأوضح أردوغان أن العديد من المناطق باتت تحت سيطرة حكومة السراج، وأنّ المليشيا الداعمة لحفتر في حالة فرار مع تقدم القوات الحكومية.
وأكد وجود مساعٍ للسيطرة على مدينة سرت الليبية بالكامل، وقاعدة الجفرة (600 كيلو متر جنوب العاصمة طرابلس) والتقدم على الشريط الساحلي واستعادة السيطرة على حقول النفط في الجنوب وآبار الغاز على الشريط الساحلي ولا سيما حول مدينة سرت.
واستدرك أردوغان بأنّ هذه التطورات تزعج روسيا، التي يستمد الانقلابي (حفتر) كل قوته منها.
وفي رده على سؤال فيما إذا كان ثمة تراجع في دعم القوى الدولية الكبرى لحفتر، ذكر أردوغان أنّ اتصاله بترمب يشير إلى احتمالية فتح صفحة جديدة في التعاون الأمريكي التركي حول ليبيا قائلاً: ثمة نقاط تم الاتفاق عليها.
وشدّد أردوغان في الوقت نفسه على أهمية التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً بأنه سيبحث معه ذلك.
وأعرب عن انزعاجه من تأييد روسيا لمخرجات إعلان القاهرة حول ليبيا، أكثر من تأييد بعض الدول العربية لها كالسعودية والإمارات والأردن.
وقال: صرّحوا (روسيا) بعدم وجود جنود لهم على الأرض الليبية، لكن لهم 19 طائرة هناك، ولهم جنود برفقة هذه الطائرات، أريد أنّ أبحث هذه الأمور معه (بوتين)، وبعدها وعلى ضوء المكالمة سيتم تحديد الخطوات التي سنتخذها ورسم الخطة.
وفي رده على سؤال فيما إذا كان لحفتر مكان في العملية السياسية بليبيا في ظل المحادثات مع روسيا والولايات المتحدة، قال أردوغان: بالنسبة لي، التطورات تشير إلى أنّ حفتر قد يبقى خارج المعادلة في أي لحظة، التطورات تظهر ذلك.