أم آلاف المواطنين الفلسطينيين، بيت العزاء الذي أقامته حركة الجهاد الإسلامي لأمينها العام السابق رمضان عبد الله شلّح، في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، في حين تلقت عشرات برقيات التعزية من قادة الأمة العربية والإسلامية، وشخصيات اعتبارية.
وعلى مدار ثلاثة أيام اكتظت ساحة الكتيبة بالمواطنين الذين قدموا من كل أنحاء قطاع غزة وبكل الفئات والأحزاب والمؤسسات، والشخصيات ليقدموا واجب العزاء بوفاة شلّح.
وكان قادة حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية والشخصيات الاعتبارية، وعناصر من “سرايا القدس” الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في استقبال القادمين إلى بيت العزاء.
وتحوّل بيت العزاء إلى منبر لكلمات الفصائل عبر مكبرات الصوت والتي أشادت بمناقبه، مشيرة إلى حرصه المستمر على إنجاز الوحدة الوطنية وتمسكه بالمقاومة.
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي الحضور الكبير للمواطنين وفصائل العمل الوطني والإسلامي ومن كل الشرائح والفئات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وبرقيات التعازي من القادة العرب والمسلمين؛ يؤكد مدى القبول الذي يكنه هؤلاء لشلّح، ونهج الحركة، وتكريما له.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة نافذ عزام، في تصريحات لـ “قدس برس” “ما حصل يدلل على أن هناك إجماعا من كافة أطياف شعبنا ومن كافة تيارات أمتنا على شخص الدكتور رمضان شلّح”.
وأضاف عزام”: “كل من حضر أو أرسل برقيات عزاء أجمع على قيمة الدكتور رمضان شلّح وعلى الخسارة التي نشعر بها جميعا لغيابه”.
وتابع : “نظن أن ما قام به شلّح يؤكد أن الجهد الإيجابي والذي يراد منه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتكريس التفاهم والتعاون داخل الأمة يأتي بثماره وله نتائج لمسناها بوضوح في اليومين الماضيين ومن كل الأطراف الموجودة في الساحة الفلسطينية ومن أطرف عديدة في الأم العربية والإسلامية”.
مركزية القضية الفلسطينية
وحول حجم برقيات التعزية التي وصلت من القادة في الخارج قال عزام: “هذا يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، ويؤكد على أن القادة الذين يسهمون لتعزيز حضور الفلسطينيين في كافة المحافل، والقادة الذين يحرصون على نسج علاقات وبناء شبكة علاقات مع الأطراف والقوى الحية مع الأمة؛ هذا بلا شك يكون له صدى ويقابل باحترام وتقدير كهذا الذي رأيناه في اليومين الماضيين”.
وأضاف: “هناك اتصالات من قادة كبار وزعماء، وهناك برقيات كثير من القادة والشخصيات الاعتبارية البارزة على مستوى الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وهذا يؤكد صوابية خيار الفلسطينيين، وهو جزء من التكريم لمدرسة وبرنامج الجهاد الإسلامي”.
من جهته قال القيادي في الحركة أحمد المدلل لـ “قدس برس”: “كان الدكتور رمضان شلّح رجل الوحدة الفلسطينية بامتياز، وكان دائما حريصا على استمرار الحوارات مع كل الفلسطينيين، وكان يجلس مع المختلف معه ومع المتفق معه حول المواقف السياسية”.
وأضاف: “الكل كان يشعر أن الموقف السياسي لشلّح هو الموقف الفلسطيني الذي لا تشوبه أي أجندات ذاتية أو حزبية، وان ما كان يطرحه شلح إنما كان في مصلحة فلسطين وكل الشعب الفلسطيني، وهذا ما يفسر هذا الكم من المعزين الذين قدموا إلى بيت العزاء في ساحة الكتيبة”.
وأوضح المدلل أن قيادة حركة الجهاد تلقت برقيات عزاء من خارج فلسطين سواء قادة أو أحزاب أو مؤسسات، شاركوهم أحزانهم ومواساتهم بوفاة شلّح مما يؤكد حجم الاحترام التقدير الكبير لهذا الرجل.
ووصف المدلل شلّح بأنه “فقيد الأمة العربية والإسلامية”، مشيرا إلى أن كلمات الوداع والتأبين في بيت العزاء هو بمثابة عرس فلسطيني مشهود وعرس وحدوي يؤكد كل الفلسطينيين يلتفون حول أفكار شلّح ومواقفه السياسية.
وقال: “هذا الرجل الثابت على مبادئه الذي حدد معالم المعركة مع العدو الصهيوني جيدا، وقد مارس فكره في الميدان من خلال هذا الزخم العسكري الذي قدمته “سرايا القدس” خلال فترة أمانته العامة لأكثر من عشرين عاما”.
وبحسب الحركة فقد وصلتها برقيات عزاء من كافة أنحاء العالم من قادة وأحزاب عربية وإسلامية، والعلماء من بينهم: الدكتور علي القرة داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور العلامة يوسف القرضاوي، والرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي الحالي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد رضا قاليباف، قائد الثورة الإسلامية الإيرانية “علي الخامنئي”، وزير الدفاع الإيراني “أمير حاتمي”، وقائد قوة القدس في الحرث الثوري الإيراني العميد إسماعيل قاآني، والقائد العام للحرس الثوري “حسين سلامي”، ووزير الخارجية القطري نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وجماعة الإخوان المسلمين، وقيادة المخابرات المصرية العامة، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وتوفي شلّح (62 عاما)، مساء السبت الماضي بعد صراع مع المرض استمر ثلاث سنوات دخل خلالها في غيبوبة عميقة، وذلك بعد مسيرة طويلة من العمل النضالي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن كان خلال عقدين منها أمينا عاما للجهاد الإسلامي، قبل أن يمرض عام 2017 ويدخل في غيبوبة عميقة في احد المشافي اللبنانية.