ينعقد، اليوم الخميس، اجتماع لأمناء الفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت، يشاركه عبر خاصية “الفيديو كونفرنس”، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كما يحضره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي وصل الثلاثاء إلى بيروت.
كما يترأس الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، وفد حركته، ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية فهد سليمان، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، والأمين العام المساعد للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي، والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، أبو نضال الأشقر.
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قد قال أمس إن: “الاجتماع الذي سيعقد غداً بمشاركة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، بمثابة رسالة واضحة للجميع، بأن فلسطين بشعبها ومقدساتها أكبر من كل المؤامرات”.
وأوضح أبو ردينة، في بيان صحفي: إن “الهدف الأساسي للاجتماع البدء بخطوات مهمة على طريق تجسيد الوحدة لإسقاط مؤامرة الضم والأبرتهايد والاستيطان وتهويد القدس”.
أما نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان، جهاد طه، فقال إن “زيارة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، تأتي في سياق تعزيز حضور القضية الفلسطينية ومشروع المقاومة في مواجهة الاحتلال، وتعزيز مكانة ودور الحركة في الشتات خدمة للاجئين الفلسطينيين”.
عنوان آخر
وتابع “طه” في حديثه مع “قدس برس”، كما أنّ للزيارة عنوانا آخر “وهو المشاركة في المؤتمر، الذي سيشارك فيه الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، من رام الله وبيروت، وبمشاركة 14 فصيلًا”.
وأردف، “نأمل من خلال هذا اللقاء والمؤتمر أن تتبلور استراتيجية وطنية فلسطينية لمواجهة التحديات كافية، التي تتربص بالقضية، في ظل تسارع سياسة التطبيع وخطة صفقة القرن، ومن هنا لا بدّ من تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية، وصولًا إلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية”.
واسترسل “من المتوقع أن يتبلور وحدة موقف فلسطيني لمواجهة التحديات، بالإضافة إلى وجوب شراكة فلسطينية في كل العناوين الفلسطينية، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني”.
وأشار طه إلى أنّ “المأمول من مخرجات هذا اللقاء أن نرسل رسالة على مستوى الداخل الفلسطيني أن وحدة الموقف هي العنوان الأساسي في المرحلة القادمة لمعالجة، وترتيب البيت الوطني الفلسطيني وفي طليعته بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أساس التطوير والشراكة والديمقراطية”.
وأكد طه “الرسالة التي يجب أن تصل إلى الجميع، هي أننا أصبحنا جميعًا في مركب واحد، مركب الوحدة الفلسطينية، والمطلوب من الجميع اليوم، أن يتحمل مسؤولياته على المستوى الوطني الفلسطيني، كي يكون هناك جدية في التعاطي في كافة العناوين، على قاعدة الحفاظ على المشروع الوطني ومكتسباته”.
ويأمل القيادي في حماس أن “تعزز زيارة هنية إلى لبنان، صمود اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم، وأن تعزز في العلاقة اللبنانية الفلسطينية في مواجهة التحديات التي تستهدف شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين عن الخارطة الدولية”.
بدوره قال مدير عام “الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين”، علي هويدي، في تصريحات لـ”قدس برس”: إننا “ننظر بإيجابية كبيرة إلى اللقاء المرتقب الذي سيجمع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وبتقديرنا بأنه سيضع البنية الأساسية التي يمكن من خلالها الانطلاق في برنامج وطني فلسطيني موحد”.
تحديات كبيرة
وتابع: “يأتي هذا اللقاء في وقت تمرّ فيه القضية الفلسطينية بتحديات كبيرة جدًا تتعلق بصفقة القرن، وبقرار الضم، وتواجه من جهة أخرى مسألة التطبيع مع الدول العربية، وبالتالي توحيد المواقف الفلسطينية إزاء ما يحصل أمر إيجابي، وقد سبق له التمهيد كرؤية مشتركة فلسطينية تجاه هذه الصفقة، والذي كان من خلال المؤتمر الصحفي، الذي شارك فيه كل من نائب رئيس حركة حماس، صالح العاروري، وأمين سر حركة فتح اللواء جبريل الرجوب”.
وأضاف “ننظر إلى اللقاء بإيجابية، لأنه سيقربنا خطوة تجاه إلغاء الانقسام الفلسطيني إلى غير رجعة، وهو ما تطلبه القضية الفلسطينية على صعيد توحيد الجهود في مواجهة الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة”.
ويأمل هويدي أن يكون اللقاء “حجر أساس يبنى عليه في المستقبل، من أجل القيام بمزيد من اللقاءات حتى بلورة برنامج نهائي يضع خطط لمواجهة العدو الإسرائيلي”.
وتابع: “من ناحية أخرى، ننظر إلى المكان الذي ينعقد فيه المؤتمر، على أنه مهم جدًا، فلبنان فيه اللاجئون الفلسطينيون والمخيمات والمقاومة اللبنانية، وهو مهم جدًا في هذا اللقاء، وبالتالي توحيد الجهود الفلسطينية- الفلسطينية، والفلسطينية اللبنانية التي تؤمن بنهج المقاومة، أيضًا مسألة مهمة جدًا”.
أما فيما يتعلق بمسألة اللاجئين في المخيمات والتجمعات، فأشار هويدي “سمعنا أنّ زيارة سيقوم بها أمناء الفصائل إلى المخيمات، بالإضافة إلى زيارة سيقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهذا أيضًا يعطي إيجابية كبيرة جدًا، على اعتبار أن القيادة الفلسطينية إلى جانب شعبها وتتفاعل مع حاجاتهم”.
وأضاف “هذه الزيارة، ومن خلال التواصل مع الجانب اللبناني الرسمي، تعطي مؤشرًا إيجابيًا إلى أن القيادة الفلسطينية، تدفع باتجاه المطالبة بالحقوق الفلسطينية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين على قاعدة رفض التوطين والتهجير والتمسك بحق العودة”.