في 9/ 9/ 2014 اختارت الأمم المتحدة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه وأعاده الله إلى البلاد مشافاً معافى، قائداً للعمل الإنساني، وأخيراً الكويت مركزاً للعمل الإنساني، ولم يأتِ هذا الاختيار من فراغ، ولكن اعتماد الكويت للسياسة الإنسانية في التعامل مع دول العالم أبهر الجميع، فلا تجد بقعة في العالم إلا وللكويت بصمة إنسانية، ولا أبالغ إن قلت: إن اسم دولة الكويت محفور في قلوب شعوب العالم بأسره مع صغر مساحتها.
إن التوجيهات السامية لسمو الأمير أصبحت مشعل نور لكل الجمعيات الخيرية في الكويت، فتجد أن العمل الخيري الكويتي هو عمل إنساني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكما يقال: إن الأزمات تُخرج معادن الرجال.
وخلال الأزمة الأخيرة في سورية، استطاع حضرة صاحب السمو أن يستضيف في الكويت ثلاثة مؤتمرات إنسانية لدعم الشعب السوري الشقيق، ورغم ما تعرضت له الكويت من النظام العراقي البائد تسامى سموه على الجراح لإدراك سموه أن الشعب العراقي لا يتحمل أخطاء قيادته السابقة الهوجاء، نظمت الكويت وبدعوة من سمو الأمير مؤتمراً لإعادة إعمار العراق.
ولا ننسى الوقفة الإنسانية لمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة الصهاينة، وكذلك المسلمين الروهنجيا، ومساندة كل دولة تقع فيها كوارث، ولسنا ببعيد من الانفجار الكبير الذي وقع في لبنان الشقيق الشهر الماضي، فقد كانت الكويت الأولى في تقديم المساعدات للبلد الشقيق، وكذلك المساعدات للسودان بعد تعرضه للفيضانات قبل أيام قليلة.
وفي أزمة كورونا التي تجتاح العالم، فقد انقسم العمل التطوعي الكويتي إلى داخلي وخارجي، فالداخلي شاركت فيه الجمعيات الخيرية بالتعاون مع الحكومة الكويتية لمواجهة هذه الجائحة، ونجحت هذه الجمعيات بتشكيل فرق تطوعية لمواجهة أزمة كورونا، وأطلقت حملة بعنوان “فزعة للكويت”، استطاعت أن تجمع أكثر من 9 ملايين دينار كويتي (27 مليون دولار) أنفقت لمساعدة المتضررين.
وقد أشاد سمو الأمير بهذا العمل التطوعي من الجمعيات الخيرية والشباب والفتيات الذين أثبتوا أن العمل الخيري يجري في عروقهم كما يسير الدم في العروق.
إن العمل الإنساني الذي اختطه سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، أصبح جزءاً من السياسة الكويتية الخارجية التي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومساندة هذه الدول في مصابها أبهرت العالم، واستطاعت الكويت أن تكون قدوة في العمل الإنساني العالمي.