في مشهد يعكس الأزمة التي وصلت إليها شركات الطيران العالمية، طلبت الخطوط الجوية السويسرية (سويس) من موظفيها قبول خفض الأجور 15%، وفي حال رفض العرض، قالت الشركة: إن 1425 وظيفة من مجموع 9500 وظيفة ستكون معرضة للشطب، أي 15% من القوى العاملة.
وأكد ماركو ليب، المتحدث باسم الشركة، أن الهدف هو تجاوز الأزمة مع بقاء أكبر عدد ممكن من الموظفين في وظائفهم، لكن ذلك لن يتسنى إلا إذا أمكن تحقيق تخفيضات كبيرة في تكاليف الموظفين في جميع أجزاء الأعمال خلال الأعوام المقبلة من الأزمة، هذا يعني إما خفض الأجور وإما تسريح العمال.
من جهته، قال توماس كلوهر، رئيس الشركة في تصريح لصحيفة “سونتاج تسايتونج” السويسرية الناطقة بالألمانية: علينا أن نخفض 20% من نفقاتنا، ليس فقط تكاليف الموظفين، بل التكاليف في جميع مجالات الشركة سيتأثر جميع الموظفين، بمن في ذلك العاملون على الأرض والمقصورة وموظفو قمرة القيادة.
وبدأت “سويس”، وهي جزء من مجموعة لوفتهانزا منذ إفلاس “سويس إير” في أكتوبر 2001، محادثات مع اتحاد ملاحي الطائرات ورابطة طياري الخطوط الجوية “أيروبرز” وممثلي الموظفين، لمناقشة ما تمت تسميته “خطة اجتماعية” يتم تنفيذها عندما يكون التسريح الجماعي للعاملين وشيكاً، لكن نتائج المحادثات لن تظهر قبل نهاية أكتوبر.
ويتوجب على الشركة، التي تسلمت حزمة إنقاذ قيمتها 1.50 مليار فرنك (1.65 مليار دولار) من الحكومة الاتحادية السويسرية، أن تتخذ تدابير تقشفية صارمة مدرجة في صفقة الإنقاذ.
وقال كلوهر: من أجل تحسين هيكل تكاليف الشركة، ستتخذ سويس المزيد من التدابير لخفض التكاليف في الأشهر المقبلة، بما في ذلك إعادة النظر في نشر أسطولها وتعليق جميع الاستثمارات غير الأساسية، لكنه أشار إلى أنه لا يستطيع ضمان أي شيء.
وتحمل تقارير قطاع صناعة الطيران أخباراً سيئة كل يوم تقريباً، فقد أعلن مطار زيوريخ -أكبر المطارات السويسرية- الجمعة الماضي، أنه سيخفض 120 وظيفة بحلول الصيف المقبل، إضافة إلى ذلك، قررت شركة الخطوط الجوية الفرنسية و”كي إل إم” الهولندية تسريح نصف موظفيهما في سويسرا البالغ عددهم 80 موظفاً أو نحو ذلك.
وسجلت “سويس” خسائر تشغيلية بلغت 266.4 مليون فرنك (292.7 مليون دولار) في النصف الأول من عام 2020، وانخفضت الإيرادات بنحو 55% إلى 1.17 مليار فرنك، من 2.57 مليار فرنك، كما انخفضت إيرادات الأنشطة التجارية للشركة إلى 243.7 مليون فرنك من 1.41 مليار فرنك في 2019، أو 82.8%.
ونقلت “سويس” 3.167 مليون راكب في النصف الأول من العام، بانخفاض 64.0% عن النصف الأول من عام 2019، وقامت الشركة بتسيير ما مجموعه 29667 رحلة، أقل 59.5% عن النصف الأول من عام 2019، وبلغ متوسط نسبة شغل المقاعد 71.2%، أقل من العام الماضي 10.8 نقطة، وسجلت الشركة السويسرية أكبر انخفاض في أعداد المسافرين في أبريل 99.2% على الأقل على أساس سنوي، وفي يونيو، كان الفرق لا يزال عند 92.2% عن العام السابق.
في الوقت نفسه، شهد استئناف الطلب على الرحلات الجوية الأوروبية تحسناً، لكن الطلب على حركة المرور العابرة للقارات، التي تعد أساسية للانتعاش المستدام، كان متواضعاً جداً.
تقول الشركة: بما أن الوضع الصحي العالمي لا يمكن التنبؤ به على الدوام، وهو قابل، إلى حد كبير، للتطور في كل الاتجاهات، فمن المستحيل تحديد نتيجة متوقعة لعام 2020.