قيل شعراً:
الصدق يعقد فوق رأس
حليفه بالصدق تاجا
وكما هو معلوم أيها القارئ الكريم؛ الصدق هو الخلق الناقض للكذب، أي الأخبار بالخبر كما جاء بيانه.
لا شك الصدق وقول الصدق يعطي المقابل الثقة في الإنسان الصادق ويعطي انطباعاً راقياً للإنسان الصادق، ومن ثم الارتقاء بهوية الإنسان الصادق، ومن خلاله يكسب السمعة الحسنة والراقية، ومن ثم يكون له الأثر الأطيب والأقوى على من حوله ومن يجالسه، ومن يسمع له لإقناعه لما يحمل من رأي وفكر ودعوة.
ولا شك الصدق صفة من صفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو الصادق الأمين كما كان معروفاً عنه حتى ما قبل النبوة كما هو معلوم.
والصدق أيضاً، من صفاة الرحمن الرحيم، والذي قرن صدق نبيه عليه الصلاة والسلام بصدقه؛ قال تعالى : ” وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا “.
وهي أيضاً ذكرها الله تعالى كصفة لسيدنا إبراهيم عليه السلام ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ” وذكر غيره وكثير من الرسل والأنبياء بهذه الصفة الراقية الرفيعة.
ولا تعتقد أيها القارئ الكريم؛ أنه ستكون لك الشجاعة والجرأة في القول والعمل وأنت لا تملك الصدق، فلا جرأة ولا شجاعة من غير الصدق، وكما قال البعض أو ما قيل من أقوال جميلة في الصدق ” القول الحق في مواطن الهلكة ” وقمة وأعلى مراتب الصدق أن تقول الصدق وإن كان الكذب ينجيك.
نعم أيها القارئ الكريم.. بالصدق تصل إلى مرتبة الشهداء كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ” مَنْ سأَلَ اللَّه تَعَالَى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ اللهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ “.
وكما أن الطمأنينة ثمرة الصدق في الدنيا وهي من روائع ثمار الصدق في الدنيا، إلا أن ثمرتها في الآخرة أجل وأعظم وهي جنات الخلد كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
نعم.. فبالصدق تتطور قدراتك الشخصية والذاتية، وحينها تجيد التكيف مع ذاتك وما يطرأ عليها سلباً وإيجاباً؛ ومن ثم الانتصار على النفس الأمارة بالسوء، ولا شك ولا ريب المجتمع الذي تنتشر في ثقافته وخلقه الصدق؛ يكون مجتمعاً مريحاً لأهله ولمن يزوره وإن كان كافراً لا مسلماً.. نعم.. حينها تكون حياة الإنسان في المجتمع مطمئنة بعيدة عن الخداع والنفاق سواء كان من أصل المجتمع أو من الزائرين له، فالحقائق أمامه مكشوفة وواضحة وهذا يزيد الراحة والطمأنينة للجميع وفي المجتمع والتغلب على الشائعات والقيل والقال والفتن، وفي هذه الحال يكون هذا المجتمع جالباً للخيرات والعاملين فيه لا يعملون إلا خيراً في كل المجالات اقتصاداً وسياسة وغيرها.
عليك بالصدق يا مخلوق يا إنسان
بالصدق تكسب رضى الباري وغفرانه
الصدق منجاة لأربابه من النيران
والله صادق بحد ذاته وسبحانه
والمصطفى قالها طه ولد عدنان
ثلاث يُعرف بها المؤمن بايمانه
واللين يعني عمود الدين للإنسان
من حدث الناس وأصدق يعتلى شانه.
ــــــــــــــ
إعلامي كويتي.