.
ناشدت الأمم المتحدة العالم زيادة المساعدات لسكان غزة، وفي حين حذر مسؤول فلسطيني من كارثة إنسانية وصحية في القطاع، تحدث وزير الخارجية الأميركي عن الحاجة لوضع آلية تمنع وصول أموال إعادة الإعمار إلى الفصائل الفلسطينية.
وخلال مؤتمر صحفي في غزة اليوم الأربعاء، دعت لين هاستينغز، المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في فلسطين، المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لفعل المزيد لمساعدة سكان قطاع غزة.
وقالت هاستينغز إن ما يدخل إلى قطاع غزة من بضائع ومواد بناء ومساعدات في الوقت الحالي يمثل 50% فقط مما كان يدخل القطاع قبل التصعيد اليهودي الأخير.
كما طالبت هاستينغز بالسماح للمصابين والمرضى، خصوصا المصابين بالسرطان والأمراض المزمنة، بمغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج.
وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن المناشدة التي أطلقتها المسؤولة الأممية تأتي بينما تماطل حكومة الاحتلال حتى الآن فيما يتعلق بكل الاستحقاقات المترتبة على اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه إثر الحرب الأخيرة.
وأضاف المراسل أن هذه المماطلة مرتبطة بشكل وثيق بالمفاوضات غير المباشرة مع الفصائل الفلسطينية عن طريق الوسيطين المصري والأممي، مشيرا إلى أن الأمور الآن عادت إلى المعادلة ذاتها، وهي ربط التسهيلات الحياتية بنتائج المفاوضات فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة وقضية الأسرى.
وأوضح أن الوضع في قطاع غزة لم يعد إلى ما كان عليه قبل الحرب الأخيرة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن معبر كرم أبو سالم (جنوب القطاع) لا تدخل منه أكثر من 50% من احتياجات السكان في غزة، كما أن معبر بيت حانون لا يعمل إلا في نطاق ضيق.
وقال مراسل الجزيرة إنه بالإضافة إلى ذلك، تمتنع حكومة الكيان الصهيوني عن إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، مما يعني استمرار أزمة الكهرباء التي تؤثر على كامل القطاعات الحيوية.
وأشار إلى إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية يفيد بوجود 8 آلاف مريض بالسرطان في قطاع غزة، يحتاج عدد كبير منهم العلاج في القدس ورام الله وربما أيضا في مستشفيات صهيونية.
تحذير من كارثة إنسانية
وبالتزامن مع تصريحات المسؤولة الأممية، حذر رئيس سلطة المياه الفلسطينية، مازن غنيم، من كارثة إنسانية خطيرة وانتشار للأوبئة والأمراض نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي بفعل الاستهداف الصهيوني المتعمد للبنية التحتية بشكل كامل في قطاع غزة.
وقال غنيم، خلال جولة تفقدية في غزة، إن الاستهداف الصهيوني أدى لنقص وصول المياه لسكان القطاع وإن سلطة المياه تعمل ضمن خطة طوارئ لتشغيل كافة محطات تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي.
وأوضح أن الأضرار المباشرة والطارئة تفوق 16 مليون دولار لإصلاح الخطوط المتضررة وتشغيل محطات التحلية والصرف الصحي في القطاع.
وطالب رئيس سلطة المياه الفلسطينية بتدخل دولي عاجل من كافة المؤسسات المعنية لتفادي وقوع كارثة إنسانية وبيئية وصحية خطيرة في قطاع غزة.
آلية لإيصال المساعدات
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تعمل للحيلولة دون وصول أي مساعدات مقدمة لإعادة إعمار غزة إلى حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى تسعى لتدمير “إسرائيل”، على حد وصفه.
وأضاف بلينكن، خلال إفادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أمس الثلاثاء، أن بلاده تعتقد أنه يمكن وضع آلية صحيحة من شأنها منع وصول أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى تلك الفصائل.
وكان وزير الخارجية الأميركي تحدث في السابق عن مساع تبذلها بلاده لحشد دعم دولي لإعادة إعمار قطاع غزة الذي لحقته أضرار قدرت بمئات ملايين الدولارات جراء القصف الصهيوني على مدى 11 يوما.
كما قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن تسعى إلى كسب دعم دولي إضافي لغزة وإعادة إعمارها.