أحيت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذكرى الرابعة والثلاثين لانطلاقتها الجهادية، وسط تأكيدات على جهوزية المقاومة الفلسطينية لتقديم مزيد من التضحيات على طريق التحرير والعودة.
وفي هذه المناسبة، أجرت “قدس برس” عدة مقابلات مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، واستمعت إلى آراء عينة من اللاجئين الفلسطينيين، ورسالتهم للحركة في ذكرى انطلاقتها.
مسؤول الساحة اللبنانية في حركة الجهاد الإسلامي، علي أبو شاهين، أكد أن ذكرى الانطلاقة لهذا العام كانت ذكرى متميزة بما حصل فيها من أحداث.
وقال لـ”قدس برس”: حدثان بارزان يصنفان في سياق الانتصارات العظيمة الخاصة بأبناء شعبنا الفلسطيني، معركة “سيف القدس” ومعركة “انتزاع الحرية للأسرى الأبطال”، فانتصار معركة “سيف القدس” كان كبيراً ومدوياً وتاريخياً، وما ميز هذه الجولة عن سابقاتها، أنها دقت مسماراً في نعش هذا الاحتلال، وكانت مؤشراً على بداية زوال هذا الاحتلال الغاصب، ولا سيما في المشهدية الجهادية المهمة التي تجلت في وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته في كافة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف: معركة انتزاع الحرية للأسرى الستة الأبطال، أثبتت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني ينتزع حريته بإرادته وبأسنانه وبأظافره، وما هذا الانتصار والتحرر إلا رسالة مهمة، تثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني نصره قريب، وسينتصر الدم الفلسطيني على السيف الصهيوني مهما طال الزمن، وما بين هاتين المناسبتين اختارت الحركة شعارها لهذا العام “جهادنا حرية وانتصار”.
الاحتفال المركزي ودلالاته
وأوضح أبو شاهين في مقابلته مع “قدس برس” أن الاحتفال المركزي الذي أقامته الحركة في وقتٍ متزامن، كان مشهداً ثلاثي الأبعاد، كرّسه ذاك اليوم في عواصم المقاومة: دمشق وبيروت وغزة، قائلاً: “دمشق التي احتضنت الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكانت من أهم العواصم العربية الداعمة لنضال الشعب الفلسطيني، وبيروت حاضنة المقاومة الفلسطينية منذ العام 1982م ولا تزال، وهي التي احتضنت الشعب الفلسطيني منذ اللجوء إلى يومنا هذا.. وغزة السيف الفلسطيني المصلت على رقاب العدو الصهيوني الغاصب وهي شوكة في حلقه.
وأكد أبو شاهين تمسك حركة الجهاد الإسلامي بثوابت الشعب الفلسطيني ومقاومته حتى التحرير والعودة.
ملف الأسرى
وفي رسالة حركة الجهاد الإسلامي للأسرى الفلسطينيين، أكد مسؤول العلاقات اللبنانية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان محفوظ منور أن ملف الأسرى دائماً ضمن سلم أولويات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
ولفت منور لـ”قدس برس” إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في هذا الملف من كافة قوى المقاومة الفلسطينية، مضيفاً أن حركة الجهاد الإسلامي مارست، وما زالت، كل الضغوط الممكنة على الكيان الصهيوني الغاصب، وعند كل عدوان يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، تكون حركة الجهاد الإسلامي حاضرة بقوة في التصدي للهجمة الشرسة التي يتعرضون لها.
وأكد منور أن لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا المقاومة والجهاد حتى دحر الاحتلال الغاصب عن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
لاجئو لبنان يدفعون ضريبتين
وأشاد منور باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، معتبراً أنهم دفعوا ضريبتين؛ الضريبة الأولى احتضان الشعب الفلسطيني في لبنان المقاومة الفلسطينية، وقدم أبناءه شهداء في سبيل هذه القضية، وما المجازر التي ارتكبت بحقه، إلا دليل على حجم تضحياته، من تل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا والنبطية وغيرها من المجازر…
أما الضريبة الثانية فهي أن تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة جعلهم يدفعون ثمناً غالياً، وباتوا يعانون معاناةً تلو الأخرى، وسط إهمال المستوى الرسمي اللبناني، والمؤسسة المعنية بهم وهي وكالة “الأونروا”.
وشدّد منور على وقوف حركة الجهاد الإسلامي إلى جانب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأنهم على سلم أولوياتها لدعم صمودهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة، وصولاً إلى التحرير والعودة.
بدوره، مسؤول العلاقات الخارجية للحركة في لبنان، شكيب العينا، قال: عاماً بعد عام، تؤكد حركة الجهاد أن البوصلة دائماً متجهة نحو القدس، وأن بنادق المجاهدين لا تبصر إلا مآذن القدس.
ودعا الكل الفلسطيني إلى ضرورة انتهاج إستراتيجية فلسطينية وبرنامج سياسي وطني موحد، أساسه الوحدة والمقاومة بكل أشكالها لمواجهة التحديات التي تعترض المشروع الوطني الفلسطيني.
آراء في دور “الجهاد”
وأعرب اللاجئ الفلسطيني عمر محمد من جنوب لبنان في مقابلة مع وكالة “قدس برس”، عن اعتزازه بمواقف “حركة الجهاد”، ودورها في مواجهة مخططات التصفية الصهيو – أمريكية، وتضحيات مجاهديها في “سرايا القدس”، والتي كانت مؤخراً في جنين، وكذلك عملية نفق الحرية لأسراها الأبطال، كما أشاد بممارساتها وصدقها في التعاطي مع القضايا المصيرية، وتمسكها بخيار المقاومة وتحرير كامل التراب الفلسطيني.
ورأى اللاجئ إبراهيم علي أنه ببركة دماء الشهداء تستمر حركة الجهاد، كجزء من المقاومة المسلحة على أرض فلسطين.
أما قاسم موسى، فقال: إن حركة الجهاد هي حركة مقاومة ضد العدو الصهيوني، ضحّت بعدد كبير من الشهداء والجرحى والأسرى، حركة لها كل التحية والتقدير والاحترام، ويكفي أنها من الشعب الفلسطيني، ولم تحِد بوصلتها يوماً عن فلسطين والقدس.
من جهته، اللاجئ “يوسف.ع”، قال: حركة تضم أبطالاً كأبطال “نفق الحرية”، الذين نالوا شرف المحاولة والمقاومة وكسروا أنف الاحتلال، وأبقوا القضية حيّة وجذوتها مشتعلة، وعلّموا العالم أجمع أنّ الحرية تُنتزع ولا تُوهب، من الطبيعي أن نؤيدها ونعشقها.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحيت يوم الأربعاء الماضي ذكرى انطلاقتها الجهادية الـ34، باحتفال رئيس في مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، بالتزامن داخل الوطن وفي الشتات بيروت ودمشق، تحت شعار “جهادنا حرية وانتصار”.