سلّط ناشطون وأكاديميون الضوء على نضال الشعب الفلسطيني المترابط مع جهود سكان “الشعوب الأصلية” من حول العالم المتعلق بمقاومة سياسات التطهير العرقي واسترداد مواردهم المنهوبة منهم بالقوة العسكرية.
جاء ذلك في ندوة بعنوان “النضال المترابط.. فلسطين والعالم”، ضمن فعاليات أسبوع العودة السنوي الثاني، الذي انطلق مطلع الأسبوع الجاري، في العاصمة البريطانية لندن، بتنظيم من “مركز العودة الفلسطيني” المتخصص في حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وبدأت المديرة التنفيذية لمنظمة “نيز بيرس ترايب” الدولية ريبيكا مايلز، حديثها بالمقارنة بأوجه التشابه بين نضال الفلسطينيين وسكان أمريكا الأصليين للحصول على حقوقهم ومواردهم المسلوبة منهم.
وأشارت مايلز -المهتمة بشؤون السكان الأصليين- إلى أن ما حدث وما زال للفلسطينيين من نهب مواردهم ومصادر مياههم وحرمانهم من التنعم بها، قد حصل للسكان الأصليين في جنوب أمريكا قديما، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يواجهون حربا عنصرية تستهدف مقدراتهم.
وشددت مايلز خلال الندوة على وجوب دعم حق الفلسطينيين الطبيعي في العودة إلى أراضيهم والعيش فيها والاستفادة من خيراتها.
تطهير عرقي
من جهته، قال الصحفي والناشط السياسي كي بريتسكر، إن نظام الفصل العنصري يحدث يوميا في فلسطين؛ حيث يتعرض السكان للقتل والضرب والإهانة.
ولفت بريتسكر إلى أن أرض فلسطين احتلت من قبل قوات أوروبية وتم إجلاء الفلسطينيين منها عبر سياسة التطهير العرقي، وهو تقريبا مشابه لتاريخ الولايات المتحدة في استيلائها على الأراضي من السكان الأصليين، وفق قوله.
وأشار الناشط السياسي إلى أن “(إسرائيل) تحاول السيطرة على الشعب الفلسطيني من خلال الاحتلال العسكري، وإقامة الجدار الفاصل بالضفة الغربية وشن الحروب بقطاع غزة، لكن الفلسطينيين يفضلون الموت دفاعا عن حقوقهم على أن يتنازلوا عنها“.
وأكد أن “فلسطين تمثل القضية النابضة لكل إنسان لديه قضية ويدافع عنها ويطالب بحقوقه“.
كما أكد بريتسكر على أهمية الربط بين ما يجري في فلسطين وغيرها من مناطق في العالم في سبيل الحصول على حياة خالية من الإهانة والاحتلال.
أهمية التضامن
وفي السياق ذاته، قالت المحامية الحقوقية والمدافعة عن السكان الأصليين تارا هوسكا :”إن (إسرائيل) بعد تأسيسها فوق الأرض الفلسطينية عملت على مسح خبرات الشعب الفلسطيني الأصلي رغم أنه وطنهم“.
وأضافت “ما يحصل في فلسطين بمثابة تحطيم للمدن وتهجير للسكان واستمرار في تضخيم أعداد اللاجئين حول العالم“.
وأشارت المحامية الحقوقية المقيمة في الولايات المتحدة إلى أن “فلسطين تعكس قضايا أخرى كثيرة في العالم مشابهة لمعاناة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال“.
وأكدت حق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم ووقف سرقة ممتلكاتهم.
وشددت هوسكا على أهمية التضامن مع الفلسطينيين وأثره الكبير في نفوسهم خصوصا من هم تحت الاحتلال.
استعمار عنيف
فيما أكد أستاذ علم الاجتماع مارك عياش، على أهمية الأرض في النضال الفلسطيني، كما هي مهمة في كل قضايا نضال السكان الأصليين ضد الاستيلاء عليها.
ولفت عياش -الذي يعكف حاليا على تأليف كتاب عن السيادة الاستعمارية الاستيطانية بالأراضي المحتلة- إلى أن الاستعمار الاستيطاني عنيف ومعتد ومجرم يقتل الناس ويأخذ أراضيهم بالقوة.
وأضاف: “إسرائيل تجد سهولة في تنفيذ سياساتها الاستعمارية كونها تجد دعما من القوى الغربية التي لا تريد أن ترى فلسطين محررة لكونها تشكل خطرا عليها”، وفق تقديره.