الصراع بين المزارعين و”شبية التلال” المتطرفة التي تنطلق من المستوطنات المجاورة هو بمثابة حرب يومية، فـ”شبيبة التلال” تنطلق من المستوطنات نحو أراضي المزارعين بعد رصد الهدف والأشجار المستهدفة.
وتعد “شبيبة التلال” مجموعة استيطانية صهيونية متطرفة، يعيش معظم أعضائها في بؤر استيطانية بالضفة الغربية المحتلة، ويسكنون في مزارع ومبانٍ منفردة ضمن مناطق مفتوحة خارج المستوطنات الرسمية، ويؤمن أتباع المجموعة بـ”أرض إسرائيل الكبرى”، ويعتبرون الفلسطينيين دخلاء عليها يجدر طردهم، وينفذون هجمات ضد الفلسطينيين، يبلغ تعدادهم المئات، وينتظمون في خلايا صغيرة، ومن هذه الأوساط انطلقت جماعة “تدفيع الثمن” الإرهابية.
وحذر وائل أبو ماضي، نائب رئيس المجلس المحلي لبلدة ياسوف في سلفيت المجاورة لمستوطنة تفوح، من أعمال هذه المجموعة المتطرفة، وقال: “شبيبة التلال” المتطرفون ينطلقون من المستوطنة باتجاه أراضي المزارعين، ويقومون بأعمال التخريب والقلع والتدمير بصورة همجية، مضيفاً أنهم ينفذون مخططات مسبقة وليست عبارة عن أفعال انتقامية.
وأشار الحاج علي ياسين من قرية ياسوف (75 عاماً) إلى أن المجموعة المتطرفة قاموا للمرة الثانية في غضون أسابيع باقتلاع أكثر من 45 شجرة زيتون أعمارها تفوق 5 سنوات.
ووصف ياسين هذه المجموعة بـ”صعاليق ومجرمين وقطاع طرق، ليست لديهم إنسانية”، وتابع: فمن يعتدي على أشجار الزيتون بهذه الصورة هو قاتل ومجرم وليس من بني البشر، مستدركاً: فنحن نخوض حرباً مع قتلة ومجرمين تحميهم دولة إرهابية عنصرية، كي يستمروا في مخططاتهم العنصرية.
وأكد بقوله: رسالتنا لهم أننا لن نرفع الراية البيضاء، وسوف نستمر في صمودنا حتى آخر الأنفاس.
الحاج فوزي غانم (75 عاماً) من قرية أماتين شرق قلقيلية، يخوض حرباً مع “شبيبة التلال” منذ أكثر من عقدين من الزمان، وتعرض لمحاولة قتل بعد تهديده، قال: اقتلعوا أكثر من 250 شجرة، وحرقوا عشرات الأشتال الصغيرة، ووضعوا أوراقاً كتب عليها “مصيركم كمصير الأشجار المحروقة والمقلوعة”.
وتابع حديثه لـ”المجتمع”: عندما أرسلنا هذه التهديدات لشرطة الاحتلال وكأن شيئاً لم يحدث على الإطلاق، بل هددونا إذا اعترضنا طريق المستوطنين أو وقفنا في وجوههم.
وأوضح أن المستوطن له أحقية العبث والتخريب، والمزارع عليه الصمت أمام هذه الجرائم، حسب قانون الاحتلال العنصري الذي يساند القاتل على الضحية.
وروى المزارع بسام عيد من قرية جينصافوط شرق قلقيلية ما يواجهه المزارعون من إرهاب يومي قائلاً: نحن أمام معركة يومية غير متكافئة، فـ”شبيبة التلال” ينطلقون بواسطة مركبات جبلية، ومن خلال مجموعات كبيرة، ومعهم أسلحتهم الرشاشة، ومواد سامة ترش على الأشجار، أو مواد مشتعلة تحرق الأخضر واليابس.
وأشار عيد إلى أن الوسيلة الوحيدة لردعهم هو التواجد الجماعي للمزارعين، وتابع: هذا لا يحدث إلا في موسم قطف الزيتون، وباقي أيام العام تكون الأرض شبه فارغة، وهنا تكون الفرصة الذهبية لـ”شبيبة التلال” بالانقضاض على الأشجار وإتلافها.
يشار إلى أن “الكنيست الإسرائيلي” سن قوانين تسهل على المستوطنين إقامة بؤر استيطانية في أراض زراعية مملوكة ملكية شخصية للمزارعين، كون الأرض غير مزروعة بعد تصويرها عدة سنوات بأنها فارغة.