تسونامي من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي دون دفاع من أنصار الرئيس التونسي قيس سعيّد بعد أن وضعت صورة كبيرة متدلية من مئذنة مسجد ببلدة علي بن عون بالوسط التونسي تزامناً مع مهرجان ثقافي بالبلدة، وقد سارع منظمو المهرجان للتبرؤ من العملية والتأكيد على أن لا صلة لهم بها.
كما حاول بعض أنصار سعيّد التنصل من الواقعة واتهام المعارضة وتحديداً حركة “النهضة” بأنها تقف وراء وضع تلك الصورة المشينة التي دفعت سعيّداً وتحت ضغط مواقع التواصل الاجتماعي التي استهجنت العملية إلى درجة قارن البعض بينها وبين رفع العلم الصهيوني فوق القدس عام 1967م قبل نزعه لتشبهه بفعل النازية ورفع علم الرايخ الألماني فوق أماكن العبادة؛ لإعطاء أوامره بنزع تلك الصورة المدنسة للمئذنة وإعفاء المسؤول الإداري في الجهة وهو من أتباع سعيّد الذي تأكد أنه وراء وضع تلك الصورة، وبالتالي تبرئة حركة النهضة من ذلك الفعل المخزي لمن وقف وراءه حقيقة، ودحض التأويلات المغرضة التي اعتبرت المنطقة “معقلاً للإخوان المسلمين (النهضة) وإساءة منهم لسعيّد”، ليتم الرد عليهم بصورة لسعيّد على واجهة إحدى العمارات وتعليق مفاده: من فعل هذا هو من وضع الصورة الأخرى على المئذنة.
وأعرب البعض عن مخاوفه من أن يصبح وضع صورة الرئيس سعيّد في الإدارات ولربما المنازل إجبارية، أو الاتجاه إلى وضع أصنام لسعيّد كما فعل بورقيبة (1903 – 2000م) من قبله.
ماذا لو كانت النهضة؟
وكتب بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي: ماذا لو وضع النهضويون صورة الغنوشي فوق مئذنة مسجد؟!
ووصف البعض الصورة بأنها محاولة للتزلف للحاكم بأمره في قرطاج، “صورة مكررة من بورقيبة إلى بن علي إلى الذي لا أريد ذكر اسمه هذه دياثة سياسية”.
وأن البعض لم ينس انقلاب نوفمبر 1987م عندما اعتبر البعض نزول الأمطار بفعل الطاغية بن علي، وهناك من هو مغرم بالتصفيق وتعليق الصور منذ ذلك الزمن الذي قبره التونسيون وولى ولن يعود، وأن ما جرى تقليد لما تم في مصر حيث علقت صورة السيسي على واجهة إحدى المساجد.
وقال الناشط السياسي لطفي الشويحي، في منشور له على “فيسبوك”: هذه هي المتاجرة بالدين، وتحويل العبادة من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد، والعياذ بالله.
وقال آخرون: هذه الممارسات لم نرها حتى في زمن الاستبداد الأول أيام بورقيبة، وبن علي.
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالاستشهاد بالآية الكريم (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) (الجن: 18).
محاربة سعيّد
أنصار سعيّد وقبل كشف الحقيقة استمات بعضهم في نفي أن يكون مسؤولاً معيناً من قبل سعيّد وراء رفع الصورة على مئذنة المسجد.
وتم الرد عليهم بسؤال من قبل آخرين: هل تعلم الأجهزة الأمنية من وضع الصورة أم لا؟ ولماذا بقيت أياماً معلقة دون أن يقوم أحد بنزعها لو لم تكن تحت الحماية.
واعتبرها البعض محاولة لجس نبض التونسيين، فإذا تم استهجانها نزعت وإذا تم السكوت عنها ملأت الآفاق وفرضت في الإدارات كما فعل المستبدون من قبل، ولا سيما وأن صورة للرئيس سعيّد قد رفعت على واجهة إحدى العمارات ولكنها لم تلق مستوى الاستهجان الذي قوبلت به صورة المئذنة.