بدأ الكينيون اليوم الثلاثاء بالتوافد على مكاتب الاقتراع؛ لانتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد استمرار الرئيس أوهورو كينياتا في المنصب لفترتين متتاليتين لمدة 10 سنوات، وبلغ عدد الناخبين المسجلين 22,1 مليون ناخب، سيصوتون في انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية تجرى كلها في نفس الوقت.
ويشهد هذا العام أقل عدد من المرشحين للرئاسة؛ حيث أجازت لجنة الانتخابات ترشُّح أربعة متنافسين؛ وهم: نائب الرئيس وليام روتو من ائتلاف “كينيا أولًا”، ورئيس الوزراء السابق رايلا أودينجا من ائتلاف “الحركة الديمقراطية البرتقالية”، وأستاذ القانون جورج واياكويا من حزب “الجذور”، والمحامي ديفيد واهيجا من حزب “أغانو”
في حين أن “روتو” و”أودينجا” هما الأوفر حظًّا في هذه الانتخابات، فالمرشَّح ويليام روتو المنتمي لعرقية “كالينجين”، قد اختار نائبه: رجل الأعمال ريجاثي جاشاجوا؛ لكونه من أكبر عرقية في كينيا “كيكويو”؛ الذين يُعدّ دعمهم أمرًا حيويًّا للفوز.
والمرشح الثاني رايلا أودينجا سياسي مخضرم ينتمي إلى عرقية “لوس”، ويخوض الانتخابات للمرة الخامسة، ويسانده في هذه الانتخابات الرئيس أوهورو كينياتا وحزبه “اليوبيل”، واختار نائبة له مارثا كاروا؛ المناصرة لحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية، وهي وزيرة العدل السابقة التي حصلت على لقب “السيدة الحديدية”.
ورغم أن روتو هو نائب الرئيس الحالي كينياتا، إلا أن كينياتا يدعم أودينجا؛ الذي كان المنافس الرئيسي له في انتخابات عام 2017م، مما يشير إلى إعادة صياغة معكوسة للتحالفات السياسية وعدم القدرة على التنبؤ بالنتيجة.
وحث كلًا من المرشحين، اودينغا وروتو، في خطابيهما الختاميين للحملة، على الوحدة الوطنية وأن يكون كل مواطن كيني “رسول سلام”، ودعا أودينغا إلى الوحدة الوطنية، مؤكداً للكينيين أنهم مواطنون أولاً قبل أن يكونوا منتمين لأي عرق.
وتتوجه الأنظار إلى البلد الذي يعدّ قطبًا اقتصاديًا في شرق إفريقيا، حيث تعتبر كينيا أحد أهم البلدان الديمقراطية في شرق القارة، رغم اجراء الانتخابات وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية تمر بها البلاد، ووسط تخوفات من العنف السياسي الذي صاحب العديد من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولا سيما السباق الانتخابي في عام 2007م، والذي أسفر عن سقوط قرابة 1200 قتيل و650 ألف نازح.