يواجه المسجد الأقصى عدة أخطار، تشكل أكبر تهديد له منذ احتلال الصهاينة للقدس عام 1967، بسبب صعود نفوذ ما يسمي “التيار الخلاصي الصهيوني”، القائم على تدمير الأقصى وبناء الهيكل فورا.
ويتوقع فوز هذا التيار ممثلا في حزبي “الصهيونية المتدينة” و”عوتسما يهوديت” بـ 9 مقاعد في انتخابات الكنيست رقم 25 المقبلة في نوفمبر 2022، وتحالفه مع نتنياهو ووصوله للحكم.
ويقول الخبير الفلسطيني صالح النعامي أن “من أخطر المعضلات الاستراتيجية التي تواجهه إسرائيل أنها باتت تحت تأثير التيار الديني الخلاصي”، مؤكدا أن “هذا التيار يملي وتيرة الأحداث ويدفع الصهاينة للأسوأ”.
أما الخطر الثاني فهو إلغاء الاحتلال ضمنا ما يسمي “الوضع القائم” أو (ستاتيكو) الذي تم التوصل له عقب احتلال القدس يونيو 1967 وينص على السماح لليهود بدخول ساحة المسجد للزيارة دون قيامهم بأداء الشعائر اليهودية؛ حيث أصبح المستوطنون يقومون الآن علنا باقتحام الساحة والصلاة اليهودية فيها ويستعدون لتسريع بناء الهيكل.
و”الوضع الراهن” (الستاتيكو) هو الوضع الذي ساد بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.
وعادة يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى بمرافقة شرطة الاحتلال الإسرائيلية من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، الذي استولى الاحتلال على مفاتيحه منذ احتلال القدس عام 1967، ويقتحم المستوطنون المسجد على فترتين منذ عام 2003، تحت حراسة الشرطة، طوال أيام الأسبوع، عدا الجمعة والسبت.
لكن قوات الاحتلال سمحت لمجموعة من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى عبر باب الأسباط بعد خروجهم من باب المغاربة، في انتهاك لما يسمي “الوضع القائم” المتبع منذ حرب 1967.
من أخطر المعضلات الاستراتيجية التي تواجهه إسرائيل أنها باتت تحت تأثير التيار الديني الخلاصي”
وقال توم نيساني مدير منظمة الهيكل (بيدينو) “إن دخول اليهود من باب الأسباط يثبت أنه لا صحة للترهيب والادعاء بأنه إذا طبقنا السيادة وحرية الحركة والعبادة فسيحدث شيء رهيب”، مطالباً بتطبيق “هذه السابقة” في الأيام الخاصة والمزدحمة.
والخطر الثالث الذي يهدد الأقصى فهو صعود نفوذ التيار الخلاصي الحريدي الصهيوني سياسيا وتبني الدولة الصهيونية لفكرة بناء الهيكل على أنقاض الأقصى، وعدم انتظار ما يراه بعض الحاخامات “قدوم المسيح المخلص”، وتوبة اليهود.
وهو ما يعني أن “الكهانية” (نسبة إلى الحاخام المتطرف مئير كهانا التي تمثل أقصى التيار الحردلي الخلاصي الموغل في تطرفه) باتت تمثل التيار العام في الكيان الصهيوني؛ إذ يصف قادة هذا الحزب أنفسهم بأنهم تلامذة مؤسس حركة كاخ العنصرية.
“المخلص القاسي”
وقد صدر في أغسطس 2022 كتاب “المخلص القاسي”، لمؤلفيه رئيس المخابرات الصهيوني السابق كرمي غيلون والصحفي يوسيف شفيط الذي يتوقع سقوط “إسرائيل” في قبضة التيار الديني الخلاصي، وتحولها إلى “دولة شريعة”، وأكدوا أنه سيسبق ذلك ويتبعه سلسلة من المجازر ينفذها إرهابيون يهود ضد المسلمين والمسيحيين في فلسطين.
ويتوقع هذا الكتاب لمؤلفه رئيس المخابرات الصهيونية الأسبق وقوع فظائع رهيبة تنتظر العرب من الإرهابيين اليهود الذين سيمثلون الأغلبية في “إسرائيل”، برغم ترويج فلسطينيين وعرب للتعايش مع الصهاينة
يذكر أن من لعب دورا حاسما في إشعال الأمور في القدس والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان الماضي وما بعده هم “قادة الخلاصيين” بن غفير وغفوشتين ومرزيل.
وتنقسم الصهيونية الدينية إلى فريقين في تناول مسألة الخلاص (المسيح المخلص)، هما: فريق يدعي أن “الخلاص بيد الرب وحده، ولا يمكن التأثير عليه بشرياً”، وإنما يمكن الاستدلال على قربه أو بعده بمدى الالتزام بتعاليم الدين. وفريق يسمونهم “الثوريين” أو “الإصلاحيين” يريدون تسريع أو استجلاب الخلاص من خلال الفعل البشري وعدم انتظار “إرادة الرب”، وهؤلاء هم غالبية صهاينة التيار الحالي الذي يقوده عضو الكنيست “إيتامار بن غفير”، ونظيره “بتسلئيل سموتريتش”.
وهناك خطر رابع يتعلق بخطط ونوايا هذا التيار الخلاصي وهو لا يقتصر على دعوتهم لتدمير المسجد الأقصى، وإنما طرد الفلسطينيين من أرضهم نهائيا؛ ففي 17 أغسطس 2022 ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن رئيس حزب “عوتسما يهوديت” أو “قوة إسرائيل” إيتمار بن غفير، سيرحل أي فلسطيني “يعمل ضد دولة إسرائيل” عقب فوزه في الانتخابات المقبلة.
ونقلت عن “بن غفير” الذي يقوم هو وأتباعه باقتحام الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين: “عندما نشكل الحكومة سأصدر قانون الترحيل الذي سيرحل أي شخص يعمل ضد دولة إسرائيل أو جنود الجيش الإسرائيلي“، في إشارة للفلسطينيين.
وقال “بن غفير” إن “أولئك الذين يرشقون الجيش بالحجارة والزجاجات الحارقة سيتم ترحيلهم، كذلك سنرحل أولئك الذين يعملون ضد إسرائيل مثل أعضاء الكنيست العرب”.
وقال بن غفير، زعيم “الكهانية” لإذاعة عبرية 28 أغسطس 2022 إنه من المؤكد سيكون وزيرا في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن (أهم هيئة صنع قرار في إسرائيل) وتوعد بتمرير قوانين تنظم طرد الفلسطينيين وإعدام المقاومين وتهويد الأقصى.
أما الخطر الخامس فهو توجه الشباب اليهودي من هذا التيار الحردلي -الذي يمثل أقصى اليمين الديني الخلاصي، ممن يطلقون على أنفسهم “أنوية توراتية”- إلى الاستيطان في المدن المختلطة التي يقطنها تحديدا فلسطينيو الداخل (يافا، عكا، اللد) بهدف الاحتكاك والمواجهة لطردهم من بلادهم.
ويقول هؤلاء المتطرفون من اليهود الحردليم، الممثلون بـ “الأنوية التوراتية” والمنظمات الإرهابية وتحديدا لاهافا بأنهم يجدون في مواجهة فلسطيني الداخل أولوية لأنهم يرون فيهم خطرا كبيرا على طابع الدولة اليهودية.
تحالف المتطرفين
في خطوة تستهدف حصد المزيد من مقاعد الكنيست ودخول الحكومة المقبلة والتأثير فيها، لتنفي خطط بناء الهيكل فوق مسجد قبة الصخرة، وطرد الفلسطينيين، تحالف أخطر شطري هذه الحركة الخلاصية المتطرفة وهما “سموترتش” و”بن غفير” لخوض الانتخابات معا بوساطة من نتنياهو رئيس الوزراء السابق الذي رعي تحالفهما في منزله.
وأعلن حزبا “الصهيونية المتدينة” و”عوتسما يهوديت” التحالف بينهما يوم 28 أغسطس 2022 في الانتخابات المقررة في نوفمبر 2022 بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأظهرت استطلاعات نُشرت نتائجها في الشبكات التلفزيونية العبرية الثلاث الكبرى (11 و12 و13) يوم 25 أغسطس 2022 ازديادا في قوة حزبه “عوتسما يهوديت” بحيث يتوقع أن يكون واحدا من أكبر الأحزاب في البلاد.
يتوقع حدوث فظائع رهيبة تنتظر العرب من الإرهابيين اليهود الذين سيمثلون الأغلبية في “إسرائيل”، برغم ترويج فلسطينيين وعرب للتعايش مع الصهاينة
وقدر استطلاع للرأي أجرته إذاعة 103FM يوم 29 أغسطس 2022 بأن “حزب الصهيونية الدينية الموحد” بزعامة بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير سيحصل على 12 مقعدا، ليصبح رابع حزب في كنيست العدو القادم؛ بل إن بعض استطلاعات الرأي تفترض أن يؤدي تحالف بن غفير وسموتريتش لرفع عدد مقاعد الصهيونية المتدينة إلى نحو 10-11 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، واستطلاعات أخرى تمنحهما 13 مقعدا.
وهي نتيجة مذهلة بالنسبة لبن غفير، الذي كانت أيديولوجيته المتشددة حتى وقت قريب تُعتبر خارج التيار الرئيسي للسياسة “الإسرائيلية”، وتعني أن هذا التيار سيحل ثالثا في القوى السياسية في “إسرائيل” بعد تحالفي نتنياهو، ثم يائير لبيد (الحاكم حاليا).
وقد حذر “دافيد هوروفيتس” رئيس تحرير صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” 28 أغسطس 2022 من خطر عضو الكنيست إيتمار بن غفير، رئيس حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، وقال إن “بن غفير هو النجم الصاعد لليمين المتطرف وصاحب رؤية مدمرة لإسرائيل”، ولو حصل على مقعد وزاري في حكومة نتنياهو المقبلة “فسيدفع بأجندة كهانية لن تكون فيها إسرائيل ديمقراطية ولا يهودية أصيلة”.
وأوضح “هوروفيتس” أن “بن غفير من أشد المعجبين بالحاخام العنصري مئير كهانا، الذي دعا إلى ترحيل الفلسطينيين”، وكان في شبابه ناشطا في حركة كاخ، وأُدين بالتحريض على العنصرية عام 2007 بسبب حمله لافتة خلال مظاهرة كُتب عليها “اطردوا العدو العربي”.
وذكر أنه لا يكتفي بالاعتداء على الفلسطينيين مع أنصاره لكنه شكل تحالفا مع بعض أكثر الحركات والنشطاء اليهود تطرفا في “إسرائيل”، بما في ذلك منظمة لهافا اليهودية المتعصبة والمناهضة لاختلاط الجنس اليهودي بالعرب، على الطريقة النازية.
ولذلك يقول الخبير الفلسطيني الدكتور صالح النعامي إن “نتائج الانتخابات الإسرائيلية المقبلة أخطر من نتائج الانتخابات الألمانية التي أفضت لصعود النازية عام 1933؛ لأنها ستجلب كبار متطرفي الصهيونية الخلاصية العنصريين”.
وأضاف أن “الانتخابات الصهيونية باتت عبارة عن مباراة بين قوى اليمين، وستضفي شرعية على اندماج التيار الديني الخلاصي في النظام السياسي ومشاركته في الحكومة القادمة، وهو التيار الذي يطالب بتدمير الأقصى وطرد الفلسطينيين”.
أصل التيار الخلاصي
عقب السبي البابلي لليهود وحرق الهيكل (الأول) على يد نبوخذ نصر، نشأت حالة من الردة عند اليهود الذين زعموا أنهم “افتقدوا وقوف الرب معهم”، فاحتاج الحاخامات إلى ترويج فكرة “الخلاص” من أجل المحافظة على أتباع الدين اليهودي.
هذه الفكرة تقوم على الادعاء بخروج المسيح المخلص في نهاية الزمان، عقب تعرض “المؤمنين” لعذابات ومحن وابتلاءات.
لكن عقب تسهيل ملك الفرس “قورش” الذي قهر بابل، عودة اليهود لفلسطين وبناء الهيكل الثاني (الذي تدمر فيما بعد بفعل الخلافات اليهودية الداخلية)، لم يتحقق الخلاص ولم يظهر المسيح؛ فعاد الحاخامات لتبرير وتخريج تفسير لذلك عبر الادعاء بأن ذنوب ومعاصي اليهود تحول دون خروج المسيح المخلص.
ونتج عن هذا أن انقسمت الصهيونية الدينية إلى فريقين في تناول مسألة الخلاص (المسيح المخلص): فريق يدعي أن الخلاص بيد الرب وحده، ولا يمكن التأثير عليه بشرياً، وإنما يمكن الاستدلال على قربه أو بعده بمدى الالتزام بتعاليم الدين. وفريق يسمونهم “الثوريين” الذين يستجلبون الخلاص ويسرعونّه من خلال الفعل البشري، وهؤلاء هم غالبية صهاينة التيار الحالي الذي يقوده عضو الكنيست إيتامار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش.
وبحسب دراسة للباحث في جامعة بيزيت “أشرف عثمان بدر بـ “مركز القدس للدراسات” 18 مايو 2022، تبنت هذه الصهيونية الثورية أو التصحيحية (اليمين العلماني الذي ينتسب له الليكود) فرض خطاب ديني، وتعليمها بالقوة في فلسطين.
هذا التيار، الذي ظهر منذ ثلاثينيات القرن العشرين بإطلاق البوق الديني (شوفار) بجانب حائط البراق، ونادي (قبل قيام “إسرائيل” رسميا 1948) باستكمال عملية الخلاص بقوة الذراع، قام بأول اقتحام للمسجد الأقصى عام 1924؛ حيث يعتبرون أنه يجب فرض السيادة “الإسرائيلية” علي القدس و”جبل الهيكل” باعتبارها قلب العالم، لذلك سعى هؤلاء المتدينون الصهاينة لمحاولة بناء الهيكل الثالث على أنقاض الأقصى منذ عام 1941.
ويعتبر اليهود أن الهيكلين الأول والثاني أقيما في موقع المسجد الأقصى (قبة الصخرة تحديداً)، في عهد الملك سليمان لكن علماء الآثار، وبعض “الإسرائيليين” يؤكدون أنه لم يتم العثور على أية موجودات أثرية تدل على أن الهيكل كان قائماً في هذا المكان.
وتوجد في “إسرائيل” العديد من الحركات الدينية اليهودية الخلاصية التي تدعو إلى بناء الهيكل في المسجد الأقصى، وتنظم هذه الحركات اقتحام المجموعات اليهودية للمسجد.
وتعتبر هذه الحركات أن بناء الهيكل الثالث، هو المفتاح لحل كل مشاكل اليهود ومصائبهم خاصة الدينية والروحية؛ لذلك يقتحمون الأقصى على مدار العام، ويتسع حجمهم خاصة خلال أيام عيد العُرش اليهودي، الذي يمتد لثمانية أيام.
إلا أن المؤسسة الدينية اليهودية وكبار الحاخامات تحظر دخول اليهود إلى المسجد، وتعلل ذلك بأن الظروف لا تسمح حالياً بذلك؛ لأنه ينبغي أن تتوفر عدة أمور قبل الدخول إلى المكان، ضمنها ظهور “المسيح المُخلص المنتظر”.
لكن هؤلاء الصهاينة المتدينين الثوريين أو التصحيحيين، أو العلمانيين، وفق تسميات مختلفة تطلق عليهم في الدولة العبرية، يعتبرون أنفسهم “أداة الرب لتحقيق الخلاص وتقريب مجيء المخلص من خلال تجديد الاستيطان في أرض إسرائيل”.
أي أنهم يؤمنون بـ “تسريع النهاية” لا انتظار “مشيئة الرب” كما يدعوهم حاخاماتهم، وتسريع الاستيطان واقتحام الأقصى وبناء الهيكل وطرد الفلسطينيين من القدس.
هؤلاء الصهاينة الخلاصيون كانوا يرفضون دخول الجيش “الإسرائيلي”، قبل حرب 1967، لكن بعد احتلال القدس عقب هذه الحرب، شجعهم ذلك على الانضمام للجيش وصبغه بصبغة توراتية “جيش الله حامي الهيكل” لتحقيق فكرة “الخلاص” سريعا.
وقد شجع على هذا التوجه لدى التيار الديني والقومي استخلاصه العبر مما حدث عقب إخلاء المستوطنات في سيناء عام 1982 (بعد توقيع اتفاقية السلام مع مصر) فوضع خطة للسيطرة على الجيش حتى يضمن عدم تنفيذه أوامر الإخلاء لـ “أرض الله”.
وبدأوا يصدرون فتوى دينية عن لجنة حاخامي المستوطنات في الضفة والقطاع، منذ عام 1996، تسمح باقتحام المسجد الأقصى (يسمونه جبل الهيكل)، وتضمنت الفتوى دعوة لكل حاخام بـ”الصعود بنفسه وإرشاد أبناء مجتمعه”.
وركزوا على اقتحام الأقصى كنوع من التقدم البطيء نحو “الخلاص والمفهوم المقدس للدولة”، وبدأوا ينضمون للكنيست، ويسعون للسيطرة على الحياة السياسية وصبغها بصبغة توراتية لتحقيق أهدافهم وحماية تحركهم.
فكرة “الخلاص” ركنٌ أساسي من أركان العقيدة اليهودية ومن الفرائض (مثل الصلاة)، وهي مرتبطة، أساساً، بانتظار مجيء المسيح، والإيمان بهذا المجيء
منهم: رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، والمستشار القانوني للحكومة، ورئيس الشرطة، ورئيس الموساد، ومدير مكتب نتنياهو، وسفير “إسرائيل” في الولايات المتحدة، ولديهم قرابة 10 نواب في الكنيست.
حرب “يأجوج ومأجوج”!
ويقول الباحث الفلسطيني الدكتور صالح النعامي إن مئات الصهاينة الذين يدنسون حاليا الأقصى ينتمون إلى الحركات الخلاصية، التي تؤمن أن تدمير الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه سيفضي إلى اندلاع حرب يأجوج ومأجوج، التي ينزل على إثرها المخلص المنتظر، فيتحقق الخلاص اليهودي.
ويشير إلى أنه حسب زعم حاخامات هؤلاء “الخلاصيين” فإن المسلمين يمثلون “يأجوج ومأجوج”!!.
ويؤكد أنه يعظم من مؤشرات ذلك أن الحركة الكهانية برئاسة بن غفير، التي تمثل الذراع السياسي للحركات الخلاصية ستشارك في الحكومة الصهيونية القادمة حال شكلها نتنياهو، كما تدل استطلاعات الرأي.
ركن عقدي أساسي
ويقول الباحث إياد البرغوثي في تقرير بموقع “متراس” 11 أكتوبر 2018 إن فكرة “الخلاص” ركنٌ أساسي من أركان العقيدة اليهودية ومن الفرائض (مثل الصلاة)، وهي مرتبطة، أساساً، بانتظار مجيء المسيح، والإيمان بهذا المجيء.
ويشير إلى أن فكرة “الخلاص” ارتبطت بالشتات، كعقاب على الخطايا، وأن الله سيخلص اليهود من الشتات في المستقبل المجهول، لكن عليهم أن يتوبوا أولا عن الخطايا، وأن يقوموا بكل الفرائض الدينية كي يجيء المسيح ويخلصهم من الشتات والعذاب.
ويشير إلى أنه بسبب فكرة أن الشتات لن ينتهي قبل مجيء المسيح، ترفض جماعات دينية يهودية حريدية تأسيس “إسرائيل”، وترى أنها غير شرعية قبل مجيء المسيح، وجمع الشتات اليهودي، لهذا لا تُصنف هذه الجماعات الدينية اليهودية “صهيونية”.