يوافق الثامن من مارس من كل عام «اليوم العالمي للمرأة»، وبهذه المناسبة يتم إرسال بطاقات التهنئة للنساء في مناطق كثيرة بالعالم والحديث عن حقوقهن، بينما تعاني المرأة المسلمة في تركستان الشرقية من انتهاكات جسيمة؛ كجرها إلى المعتقلات وإجبارها على العمل بالسُّخرة والزواج بالإكراه وخضوعها للعقم القسري.
وبهذه المناسبة، عقدت «هيئة الإغاثة الإنسانية» (IHH)، والاتحاد الدولي لمنظمات تركستان الشرقية، وجمعية نوزوجوم للثقافة والأسرة، والرابطة الدولية لحقوق اللاجئين، أمس الأربعاء، في إسطنبول، للتعريف بالانتهاكات التي تتعرض لها نساء تركستان الشرقية.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، قالت منور أوز إيغور، رئيسة جمعية نوزوجوم للثقافة والأسرة، واستمعت لها «المجتمع»: في الوقت الذي يحتفل العالم اليوم بالمرأة، فإننا للأسف نعيش في إحدى الفترات التي تعد فيها انتهاكات حقوق المرأة أكثر شيوعًا، حيث تقع النساء ضحايا للعنف المنزلي والقمع والحروب والاحتلال والهجرة في مناطق عدة بالعالم مثل سورية وكشمير وميانمار.
وفيما يخص تركستان الشرقية، قالت إيغور: تعاني نساء تركستان الشرقية بشكل منهجي من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ 74 عامًا؛ أي منذ بدء عملية احتلال الصين لتركستان الشرقية، لكن هناك حقيقة أخرى محزنة للغاية هنا، وهي أنه بغض النظر عن مدى معاناتهن، ومهما تعرضن للاضطهاد، لم يتمكنّ من إيجاد الفرصة لإسماع أصواتهن، وللأسف عشن ويعشن إلى أجل غير مسمى في سجون مفتوحة ومغلقة.
وتابعت: تُرتكب جميع أنواع جرائم العنف الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي والاقتصادي ضد نساء تركستان الشرقية، وكافة الممارسات المتعلقة بسلخهن من عقيدتهن وهويتهن الإسلامية، وعزلهن عن ثقافتهن كتغيير الأسماء ذات المعنى الديني، والتدخل في طريقة اللبس، وحظر حرية التعبير عن الهوية كمسلم.
بالإضافة إلى أنه تحت شعار القوة العاملة، يتم نقل الفتيات في سن الزواج إلى المناطق البعيدة داخل الصين عن طريق التهديد والابتزاز للعمل في المصانع أو المزارع، وهناك حالات يتم فيها إجبارهن على العمل وبيعهن لبيوت الدعارة، وإجبارهن على العمل بالسُّخرة.
كما تتعرض نساء تركستان الشرقية للعقم القسري والإجهاض والاعتقال والحبس التعسفي، وحرمانهن من أطفالهن بإرسالهم إلى رياض أطفال صينية داخلية.
وأضافت إيغور: أما النساء اللواتي تم اعتقالهن يتعرضن داخل المعسكرات للضرب والتعذيب بالصعق الكهربائي والتعري والاغتصاب الجماعي، والحبس الانفرادي، والحبس في الماء، والحبس في الأماكن المزدحمة، وإطفاء السجائر في أجزاء الجسد، وشرب العقاقير المجهولة، وأيضاً ممارسات التعذيب المروعة مثل نزع الأعضاء والإجهاض القسري وتجارة الأعضاء.
وفي كلمتها، أيضاً، ذكرت أنه تنفيذاً لسياسة الاستيعاب، يتم إجبار النساء المسلمات على الزواج بالصينيين الشيوعيين قسراً بالتهديد والابتزاز.
وفيما يخص النساء اللاتي اعتقل أزواجهن، فإنه وتحت مسمى «مشروع القرابة»، يتم إجبارهن على استضافة الرجال الصينيين غير المسلمين في بيوتهن وخدمتهن والنوم معاً في نفس الفراش.