عاد إلى الدوحة، مؤخراً، فضيلة العلاَّمة د. يوسف القرضاوي قادماً من القاهرة بعد أن اعتذر فضيلة الأمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، عن عدم إتمام لقاء علمي فريد كان متوقعاً له أن يتم بالقاهرة لمناقشة قضية البنوك الإسلامية التي أثيرت مؤخراً على أكثر من صعيد إعلامي؟
وصرح فضيلة د. القرضاوي لـ “المجتمع” بأن الشيخ صالح كامل، رجل الأعمال السعودي المعروف، تجمعه صلة طيبة بفضيلة شيخ الأزهر، كما أن له صلة طيبة بفضيلة د. القرضاوي، ونتيجة لما أثير حول البنوك الإسلامية والهجمة الشرسة عليها واستغلال الصحفيين لذلك، فقد أرد الشيخ صالح كامل أن يجمع شيخ الأزهر مع مجموعة من العلماء فلم يمانع شيخ الأزهر، لكنه اشترط وجود اقتصاديين ومصرفيين من البنوك التقليدية.
وقد حضر أ.د. حامد حسان، رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في باكستان، كما حضر أ.د. عبد الرحمن يسري، أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، لكن الشيخ صالح كامل، ود. القرضاوي والعلماء فوجئوا باعتذار فضيلة د. طنطاوي، شيخ الأزهر، عن عدم الحضور، وذكر د. القرضاوي أن الشيخ صالح كامل قال: إن ذلك لسببين؛ سبب من الشيخ صالح نفسه الذي لم يوفق في إحضار المصرفيين للاجتماع، وسبب من شيخ الأزهر نفسه الذي اشترط لحضوره وجود المصرفيين، وعندما غابوا لم يشأ الحضور هو.
وقال د. القرضاوي: إنه كان يظن حضور فضيلة شيخ الأزهر حتى وإن لم يحضر المصرفيون (رغم حرصنا على أن يحضروا) لكن شيخ الأزهر أصرَّ على ذلك، وكان السؤال الأساسي الذي يود د. القرضاوي أن يوجهه في هذا الاجتماع هو: هل مهمة البنوك التقليدية الاستثمار كما تقول، أم أن مهمتها الإقراض والاقتراض؟ وهو على كل حال سؤال أساسي في الموضوع، ورغم إجماع علماء الأمة منذ عام 1965م حتى الآن على حرمة فوائد البنوك التقليدية، فإن الملف ما زال مفتوحاً.
العدد (1242)، ص19 – 9 ذو القعدة 1417ه – 18/3/1997م.