قد يوصف إنسان ما بأنه «معقد» نتيجة تصوراته للحياة، ونظرته للناس، أو طريقة تعامله مع المشكلات والأزمات، أو غلبة التشاؤم والنظرة السوداوية على أفكاره وتوجهاته.
هنا الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل وتفكير واسترخاء، حتى لا يظل أسيراً لتلك الحالة، وملاحقاً بتلك الصفة التي قد تسبب له مشكلات اجتماعية ونفسية جمة.
بالطبع توجد طرق تساعد على تجنب تعقيدات الحياة وإحراز تقدم نحو تقليل التوتر، والتخلص من صفة «معقد»، من خلال:
– اليقين بالله، وحسن الظن به، والتوكل عليه، والرضا بالقدر خيره وشره، وعدم الجزع، قال الله تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً) (المعارج)، فيَجْزَع إن أصابه فقر أو مرض، أو ذهاب محبوب له، من مال أو أهل أو ولد، ولا يستعمل في ذلك الصَّبر والرِّضا بما قضى الله.
– تجنب المادية، والرغبة في الحصول على المزيد من كل شيء؛ فالحياة ليست مالاً فقط، وتقليل شغفك بالممتلكات المادية يساعدك كي تقطع شوطاً طويلاً نحو أسلوب حياة أكثر بساطة ورضا.
– تفهم طبيعة الحياة، فلست وحدك من يعاني من تعقيداتها، وإنما نواجه جميعنا التحديات والصعوبات؛ لذلك توقف عن تعقيد الأمور، وواصل العمل والتقدم، وتجاوز المشكلة تلو الأخرى، وحسّن من قدراتك ومهاراتك، وتعلم الجديد كل يوم.
– تخلص من الأشخاص السلبيين، وابتعد عن السامين الذين يثيرون الإحباط، ولا يبحثون سوى عن الحسد والكراهية، بل ابحث عن الأذكياء والمتفائلين والإيجابيين، هذا سيدفعك إلى الأمام، ويساعدك على التقدم والتطور.
– تعلَّم الرفض ولا تضحِّ من أجل الجميع؛ هذا سيعقد حياتك كثيراً، فقط أنجز ما تريد، وما تستطيع، وتوقف عن تقديم الوعود التي لا يمكنك أو لا تريد حتى الوفاء بها.
– كن صادقاً، وطبيعياً، ومتسقاً مع ذاتك، ولا تكذب على الآخرين، ولا ترسم صورة منافية لحالك، كن واقعياً وحقيقياً، ولا تلجأ للطرق الملتوية، بل عش حياة صادقة، وهو ما سيخلصك من صفة «المعقد».
– لا تهدر وقتك، وتوقف عن المماطلة والتسويف والتأجيل في كل شيء، ولا تبحث عن السيطرة والتحكم، وتجنب إهدار الوقت في محاولة التحكم بأشياء ليس لديك أي تأثير عليها، ولا تشغل بالك كثيراً بتغيير الناس والكون، قم بواجبك فقط، فأنت لست مطالباً بالنتائج، حينها ستتخلص من أي تعقيدات في الحياة.