إن الطريقة التي سوف يختارها الشخص لاستخدام قواعد معينة، هي التي تحدِّد أخلاقه، ومن ثم، فإن هذه القواعد المذكورة تتابعاً لا تُعلِّم الشخص الخطأ والصواب، ولكنها تدله على الوسيلة التي تحقق له ما يريد.
يقول روبرت جرين: إن هذه القواعد تمنح الشخص رؤية عميقة لفهم العلاقات الإنسانية، ومن المؤكد أن لا شيء قد يعلمك مثل التجارب والحياة.
الأولى: اقتصد دائماً في كلامك:
حيث إن كثرة الكلام تضيع هيبة الشخص وتظهره أقل عزماً، وكلما تكلم الشخص أكثر؛ يزيد احتمال أن يقول شيئاً تافهاً أو غبياً.
الثانية: استفد من جهود الآخرين:
استخدم حكمة الآخرين ومعارفهم لتحقيق أهدافك، فذلك لن يوِّفر وقتك وجهدك فحسب، ولكن سيضفي عليك هالة عجيبة من الكفاءة، وسرعان ما يتم نسيان مَنْ ساعدوك، وتبقى أنت في الذاكرة، إذن لا تفعل بنفسك ما يمكن أن يفعله لك الآخرون.
الثالثة: احذر من البائسين:
خالط السعداء والمحظوظين حتى ينتقل إليك حظهم وابتعد عن البؤساء التعساء، فالمشاعر معدية كالمرض، قد تظن أنهم غرقى وأنك تساعدهم، بينما أنت بذلك تدفع نفسك إلى المشكلات، إذ إنَّ البائسين أحياناً يجلبون العُسْر لأنفسهم وقد يجلبونه إليك أيضاً.
الرابعة: اتقن فن الغياب:
السلعة التي تروج بين الناس يقلّ سعرها، وكلما زاد حضورك وكلامك تبتذل مكانتك وتقلّ هيبتك، فبمجرد أن يتكون لدى مجموعة من الناس رأي حسن عنك يكون عليك الانسحاب حتى يزيد حديثهم عنك وإعجابهم بك، إذن عليك أن تتعلم متى تغيب حتى ترتفع قيمتك بندرة حضورك.
الخامسة: اصنع لنفسك الهوية:
لا تقبل بالأدوار التي يفرضها عليك مجتمعك، بل حقق لنفسك كياناً جديداً بابتكار هوية تجذب إليك اهتمام الناس، واحرص على ألا تجعل أحداً يملّ منك، تحكم بصورتك وهويتك ولا تترك للآخرين أن يحددوا هويتك وتصورك عن نفسك.
السادسة: خطط لكل شيء من البداية:
تؤخذ الأمور بخواتيمها، إذن عليك أن تخطط بوضوح للطريق الذي يوصلك لتحقيق أهدافك، آخذاً في الاعتبار العقبات والعوائق والصعوبات التي قد تبعدك عن تحقيق أهدافك، فالتخطيط للأمور يحميك، بإذن الله، من إنهاك التفكير فيما يواجهك من الأحداث، ويجعلك توجه الدفة في الاتجاه الذي يحقق لك أكبر قدر من أهدافك.
السابعة: لا تبالغ في إظهار تفوقك:
إذ من الخطر أن يراك مَنْ حولك متميزاً عليهم، والأخطر هو أن تظهر لهم خالياً من العيوب ونقاط الضعف، فالحسد يوِّلد في قلوبهم العداوة، ومن الذكاء أن تظهر من آن لآخر عيباً لا يضرك في شخصيتك أو إمكاناتك حتى تدفع عنك غائلة الحسد، وتجعل الآخرين يرونك واحداً منهم؛ أي إنسان له وفيه نقائص.
الثامنة: نفذ مخططاتك بجرأة ودون تردد:
لا تبدأ مساراً معيناً دون أن تكون واثقاً من نتائجه، الشك والتردد يضعف أداءك، والاستسلام للخوف يدمرك، فالأفضل لك أن تتقدم بجرأة، لأن الأخطاء التي تتولد أحياناً من الإقدام يمكنك معالجتها بمزيد من الإقدام، إذ الناس يحترمون الشجعان الواثقين من أنفسهم ولا أحد يوِّقر الجبناء.
التاسعة: خاطب في الناس آمالهم وأحلامهم:
فأغلب الناس يحبون تجاهل الحقائق والوقائع؛ لأنها مؤلمة، وينظرون لمن يصنع لهم الخيال كأنه واحة وسط صحراء يتدافعون إليه أفواجاً، إذن تعلم أن تحرك في الناس آمالهم وليس واقعهم.
العاشرة: لا تناشد في الناس رد الجميل:
إن احتجت من أحد المساعدة لا تذكره بما قدمت له من هبات أو مساعدات؛ لأن ذلك سيجعله يختلق الأعذار للتهرب منك، اظهر له شيئاً يعود عليه بالفائدة من تعاونه معك، وإذا أقنعته بذلك ستجده يلبي مطالبك ويتعاون معك بحماس.
ختاماً؛ يمكن القول: إنه من المؤكد أن لا شيء قد يعلمك مثل التجارب والحياة، لكن لا أحد سيعيش بما يكفي ليتعلم كل هذه القواعد بنفسه، بَيْدَ أن مثل هذه القواعد سوف تساعدنا وتعلمنا على البراعة في التعامل مع الناس والأحداث.
__________________________
للتواصل: zrommany3@gmail.com.