بدأ المؤلف د. سالم بن حمد القحطاني كتابه «مقياس شروط المجتهد المعاصر وطرق تأهيله» بمقدمة ذكر فيها تميز الإسلام بصلاحه لكل زمان ومكان، وكون السر الكامن في ذلك خاصية الاجتهاد المتجدد لاستنباط الأحكام الشرعية تجاه أي واقع كان.
وقد عقد الفصل الأول في شروط المجتهد في التراث الأصولي والدراسات المعاصرة؛ فذكر في مباحثه تعريفات البحث من تعريف الاجتهاد والمجتهد عامةً، والمجتهد المعاصر خاصةً، وشروط المجتهد المعاصر، ومراتب المجتهدين، وتجزؤ الاجتهاد، وشروط المجتهد في التراث الأصولي، والتطور التاريخي لشروط المجتهد من شروط عامة وشروط تأهيلية.
وتصنيف ما ذُكر من شروط عند العلماء من حيث الاتفاق والاختلاف عليها، وتشدد بعضهم في شروط المجتهد، وتيسير الآخر.
ثم عيّن القدر اللازم لتحقق شروط المجتهد في التراث الأصولي، مع ذكر قائمة تفصيلية بشروط المجتهد في ذلك التراث، ثم تعرض لشروط المجتهدين حسب مرتبتهم، وما أضافه المعاصرون حول شروط المجتهد المعاصر، والمستجدات حول متطلبات تلك الشروط.
ثم جاء الفصل الثاني مبينًا طرق تأهيل المجتهد المعاصر وطرق التحقق من تأهله؛ فمهده بذكر ما في الشريعة من الحث على الاجتهاد وثواب المجتهد، ثم ذكر في مباحثه طرق تأهيل المجتهد في التراث الأصولي في أربعة مذاهب إسلامية؛ الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، ثم خص الشوكاني في ذلك ببيان، ثم التفصيل من حيث ضبط العلوم كعلوم القرآن وعلوم الحديث والسيرة والفقه والإجماع ومعرفة الخلاف ولغة العرب وأصول الفقه.
ثم تعرض لطرق التحقق من تأهل المجتهد في التراث الأصولي، فذكر منها الانتصاب للفتوى دون نكير واجتماع المسلمين على سؤاله واستفاضة كونه مجتهداً عند أهل العلم واشتهاره بذلك، واشتهاره بالديانة والصيانة وتعيينه للإفتاء من قبل الحاكم وشهادة أهل الثقة والديانة له بالأهلية وإخباره عن نفسه بأنه مجتهد واختبار المجتهد والشهادة والمنصب التعليمي والتأليف في علوم الاجتهاد وإدامة الاطلاع على الكتب المؤهلة للاجتهاد، ثم تعرض في ضوء ما ذكر في التراث الأصولي إلى طرق التحقق من تأهيل المجتهد المعاصر.
ثم جاء الفصل الثالث ببحث الإجراءات المنهجية ونتائج الدراسة؛ فتعرض فيه إلى الجانب الميداني للبحث للوصول إلى مقياس شروط المجتهد المعاصر وطرق تأهيله اعتمادًا على المنهج الوصفي التحليلي، فذكر خطوات بناء أداة الدراسة، وتحديد مجتمع الدراسة، وطريقة بناء العينة، والتحقق من صدق الأداة وثباتها، ثم إجراءات تطبيق الأداة، والأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة، ثم ما في نتائج الدراسة من الشروط العامة والتأهيلية على التفصيل بشأن علوم القرآن الكريم وعلوم الحديث الشريف وعلوم اللغة العربية والعلوم الحديثة.
ثم تعرض في ضوء ذلك إلى ذكر مدى الاستفادة من المهارات الفقهية والأصولية المصوغة حديثًا في طرق تأهيل المجتهد المعاصر والتعرف عليه، ثم عقد مطلبًا أخيرًا فيه استبانة لمجموعة من الأسئلة المفتوحة وإجاباتها وذكر الملاحظات بشأنها.
ثم جاء الفصل الرابع في مناقشة ما سبق مع تحليله ثم ذكر النتائج والتوصيات؛ فصنع ذلك في شروط المجتهد المعاصر وقياس تحققها، وبدأ بالشروط العامة من الإسلام والبلوغ والعقل والعدالة، ثم ثنَّى بالشروط التأهيلية المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه والحديث الشريف واللغة العربية والعلوم المعاصرة، ومدى الاستفادة من المهارات الفقهية والأصولية المصوغة حديثًا وطرق تأهيل المجتهد المعاصر وطرق التعرف عليه في التراث الأصولي وذكر الطرق الحديثة للتعرف على مدى تأهله، ثم ذكر خلاصة في الطرق المناسبة للتعرف على هذا المجتهد، وعقد المبحث الأخير في النتائج والتوصيات والمقترحات.
والكتاب يتميز بوضع مؤلفه جداول توضيحية في سائر فصول الكتاب، وقد أثبت لها قائمة مع أرقام الصفحات بعد ذكر المراجع وفهرس محتويات الكتاب.