أجرى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله اتصالا هاتفيا اليوم الأحد مع المواطن الكويتي الذي تم الاعتداء عليه في مدينة طرابزون التركية وذلك للاطمئنان عليه والوقوف على حالته الصحية والرعاية الطبية التي يتلقاها في المستشفى.
وقالت الخارجية في بيان لها أن الوزير أكد أن السلطات المحلية التركية تتخذ حاليا الاجراءات اللازمة بحق المعتدي وأن سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية التركية مستمرة في متابعة تلك الإجراءات وأن الفاعل رهين حجز السلطات الأمنية التركية.
وأكد على أن مثل هذه الأفعال العدائية التي يتعرض لها السائحون والمصطافون المسالمون مستنكرة ومرفوضة وأن دولة الكويت ترفض رفضا تاما المساس بمواطنيها أو التعرض لهم بهذا الشكل.
فيما قال ياسين أقطاي، المستشار السابق للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، إن تصاعد حدة الخطاب العنصري وكراهية الأجانب في تركيا يعود سلبا على الاقتصاد التركي. بحسب موقع «عربي 21».
وذكر أقطاي في مقال نشرته صحيفة «يني شفق» أن الخطابات والأفعال العنصرية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة ضد العرب، لا تبقى داخل البلاد بل تصل إلى العالم العربي، مضيفاً أن الخطاب العنصري المتصاعد ضد العرب أدى إلى إلغاء كثير من الحجوزات والرحلات السياحية خلال الصيف الجاري، كما تسبب بانتقال العديد من الاستثمارات إلى الخارج ما كلف تركيا خسائر لا تقل عن 5 مليارات دولار.
وحذر من خطورة عواقب ظاهرة كراهية الأجانب، وخاصة الخطاب المعادي للعرب، وذلك في نقل لسلسلة مقابلات مع رجال أعمال سوريين، أوردتها الأكاديمية وأستاذة العلوم السياسية، زاهدة توبا كور.
وقالت كور: «في الآونة الأخيرة، ومع المبالغة في نشر الجرائم المرتكبة ضد السوريين في وسائل الإعلام العربية، أصبح ينظر إلى تركيا على أنها دولة عنصرية في الدول العربية».
وأشارت كور إلى أن الأجانب ينهون استثماراتهم في تركيا بسبب العنصرية، ومعظمهم من التجار العرب الذين أسسوا شركات في البلاد وتوقفوا عن القدوم إلى تركيا هذا الصيف.
وكان عدد من النواب الكويتيين قد طالبوا وزارة الخارجية بالتحرك السريع، واتخاذ موقف حازم، مؤكدين أن «كرامة الكويتيين خط أحمر.
وفي تطور لاحق، أعلنت ولاية طرابزون التركية، حبس الشخص المعتدي على ذمة التحقيق.
وذكر بيان صادر عن الولاية أن المحكمة أمرت بحبس المعتدي إثر تحقيق قضائي أطلقته النيابة العامة.
وأكدت مغادرة السائح الكويتي المستشفى صباح الأحد بعد خضوعه للعلاج مدة قصيرة.
وأعربت الولاية في بيانها عن تمنياتها بالشفاء العاجل للضيف السائح، مؤكدة أن “هذا الحادث الفردي المؤسف لا يحظى بتأييد سكان طرابزون بأي شكل من الأشكال، ولا يليق بحسن الضيافة في طرابزون وتركيا”.
وفجر الأحد أعلنت الولاية في بيان سابق توقيف المعتدي على السائح الكويتي، وإطلاق تحقيق قضائي بالحادثة.
وأوضحت الولاية في بيانها السابق، أن مدينة طرابزون شهدت مساء يوم 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، شجاراً كلامياً بين سائحين أجنبيين.
وبحسب الولاية، “اعتقد مواطن تركي أن السائحين يقاومان أفراد الشرطة الذين كانوا قد تدخلوا لتهدئة الشجار، فتدخل وضرب سائحاً يحمل الجنسية الكويتية بشكل مفاجئ وطرحه على الأرض”.
وأكدت الولاية أن الشرطة على الفور ألقت القبض عليه وتوقيفه، وتم إطلاق تحقيق قضائي بحقه بناء على تعليمات النيابة العامة في الولاية.