انطلقت فعاليات المؤتمر العلمي «طوفان الأقصى ودور الأمة»، اليوم الثلاثاء، في الدوحة، الذي يعقد على هامش اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورتها السادسة.
وقد حضر المؤتمر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، وجمع غفير من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، وفق الاتحاد.
وفي كلمة له، أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي أهمية دور الأمة الإسلامية في مواجهة التحديات التي تواجه المسلمين، مشدداً على ضرورة توحيد الصفوف وتعزيز التعاون بين علماء المسلمين.
من جانبه، أشار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية إلى أهمية دور علماء الأمة في دعم المقاومة.
وقال هنية: نرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح؛ لأن هذه معركة «الأقصى»، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده.
وأشاد هنية بدور اتحاد علماء المسلمين في دعم القضية الفلسطينية، وقال: ليس غريباً أن تكون باكورة أعمال الاتحاد العالمي للمسلمين في دورته الجديدة هي متعلقة بفلسطين وغزة والقدس وبيت المقدس.
تطورات سبقت «طوفان الأقصى»
وحول معركة «طوفان الأقصى»، أشار هنية، بحسب ما نقلته «حماس» عبر قناتها على «تلجرام» إلى 3 تطورات سبقت المعركة، الأول: تهميش قضية فلسطيني محلياً ودولياً، والثاني: مجيء حكومة صهيونية متطرفة وضعت على رأس أولوياتها تهجير شعبنا وفرض السيادة على المسجد الأقصى، والثالث: عمليات التطبيع ودمج الاحتلال في المنطقة والتعامل معه على حساب شعبنا وقضيتنا.
وأوضح أنه أمام التطورات السابقة، شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا قرر أن واقعاً بهذا الشكل لا يمكن مجابهته بوسائل تقليدية، فكان «طوفان الأقصى».
وأشار إلى أن الأهداف المعلنة للحرب على غزة هي القضاء على حركة «حماس» واسترداد الأسرى، وتنفيذ خطة التهجير، مضيفاً أن العدو رغم التدمير والمجازر قد فشل في تحقيق أي هدف من أهداف الحرب.
وأكد هنية أن حركة «حماس» موجودة في غزة والضفة والقدس وفي الشتات، وفي ضمائر الأمة وأحرار العالم، ولا يمكن القضاء عليها.
وتابع أنه بعد 100 يوم فشلت الاستخبارات الصهيونية وحليفتها الغربية وطائرات مسيرة تحلق فوق غزة، فشلوا جميعاً في تحرير أسير واحد على قيد الحياة من قطاع غزة.
وشدد على أن الطريقة الوحيدة لخروج الأسرى الصهاينة أحياء من غزة الإفراج عن كل أسرانا في سجون الاحتلال.
ولفت إلى أنه سقط هدف التهجير، بفعل صمود شعبنا وانغراسه في أرضه، وعندما سمح لهم، دخل أهل غزة العالقين خارجها، إلى غزة، ولم يخرج أهل غزة إلى خارجها.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»: إن الاحتلال فشل في كل أهدافه العسكرية، ونجح في شيء واحد؛ وهو كشف وجهه الدموي القاتل أمام كل العالم بعد ارتكابه كل هذه المجازر.
وحول ما يجري في الضفة الغربية، قال هنية: ما يجري في الضفة الغربية خطير وكبير، والعدو ينكل بأهلها وقد ارتقى قرابة 350 شهيداً منذ «طوفان الأقصى».
وأضاف أن الاحتلال الصهيوني المجرم أعلن تطبيق الأحكام العسكرية العرفية أيضاً على أبناء شعبنا في الـ48.
وأشار إلى خسائر الاحتلال الصهيوني في فلسطين يومياً على يد أبطال المقاومة هي أكبر بكثير مما يعلن عنه الاحتلال.
ولفت إلى أن الفيديوهات التي تصدرها «كتائب القسام» وفصائل المقاومة عن عمليات الالتحام هي أيضاً قليلة مقارنة بما يجري في الميدان؛ لأن ليس كل العمليات يتم تصويرها.
وأكد هنية أن جبهة المقاومة في غزة جبهة قوية متماسكة واعدة ولديها نفس إستراتيجي طويل، وقيادة وتحكم وسيطرة، وهذا مبعث فخر لكل أبناء الأمة وأحرار العالم.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، أشار إلى أنه كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يمكن وصفه مطلقاً.
وأشار هنية إلى أن دور الأمة وعلمائها دور كبير على محور دعم المقاومة، ونرى أن دول العالم تصب السلاح إلى الاحتلال عبر جسور جوية وحاملات طائرات، وآن الأوان لدعم المقاومة بالسلاح، لأن هذه معركة «الأقصى»، وليست معركة الشعب الفلسطيني وحده.
وخاطب الأمة بالقول: يا أحرار الأمة، قلما يجود الزمان بهذه اللحظات التاريخية، إياكم أن تفلت منكم، لأنها إذا فلتت لا ندري كم نحتاج من عقود، وإن شاء الله لن تفلت.
وختم هنية بالقول: المنطقة كلها على صفيح ساخن، وهناك جبهات عسكرية مساندة، وهناك حراك عالمي.
وأشاد بـ«إعلان الدوحة» الذي سيتم الإعلان عنه، للتحالف الإنساني، هذا أمر لافت ومعبر، ويشكل بداية واعدة إن شاء الله.
وشهد المؤتمر كلمة حول «دور المرأة في دعم القضية الفلسطينية» للباحثة بجامعة حمد بن خليفة د. عائشة المناعي، وإلقاء قصيدة بعنوان «غزوة الطوفان» للدكتور محمد سالم الدودو، وفق ما ذكره موقع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.