فجر اليوم الثلاثاء، شنت قوات الاحتلال الصهيوني غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوب غرب قطاع غزة؛ ما أسفر عن مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات.
حجم الدمار وصعوبة الإنقاذ
أفادت مصادر فلسطينية أن طائرات الاحتلال نفذت قصفًا مدمرًا بالقرب من المستشفى الميداني البريطاني عند مدخل منطقة المواصي، التي تضم خيام النازحين غرب خان يونس، وقد أسفرت الغارة عن استشهاد 40 شخصًا وإصابة العديد، بينما لا يزال عدد كبير من الأشخاص في عداد المفقودين بعدما طمرتهم الرمال.
ووصف الدفاع المدني في غزة الهجوم بأنه من أبشع المجازر منذ بداية العدوان على القطاع، مشيراً إلى أن القصف بالصواريخ الارتجاجية تسبب في اختفاء عائلات كاملة بين الرمال.
ووفقًا للتقارير، استُخدمت 5 صواريخ في الهجوم؛ ما أدى إلى دمار شامل للخيام وحفر عميقة تصل إلى 9 أمتار في الأرض؛ ما يعقد جهود فرق الإنقاذ والطواقم الطبية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: إن المنطقة المستهدفة كانت منطقة إنسانية، ولم يتم تحذير المواطنين مسبقًا، موضحاً أن أكثر من 200 خيمة تضررت بشكل كامل، مع وجود 3 حفر عميقة في موقع الهجوم.
فيما تواجه الطواقم الطبية تحديات كبيرة في انتشال الجثث والمصابين بسبب الدمار الكبير والحفر العميقة.
وقد تم نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية القريبة، بينما تستمر جهود البحث عن المفقودين.
إدانات فلسطينية
من جهتها، أعربت جهات رسمية وقوى فلسطينية عن استنكارها الشديد للمجزرة، واعتبرتها جزءًا من حملة إبادة جماعية ضد الأبرياء العزل.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية: إن الفشل الدولي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية لإجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها ضد شعبنا يشجعها على التمادي في ارتكاب المزيد من المجازر.
وأكدت، في بيان صادر عنها، اليوم الثلاثاء، بحسب «وكالة الأنباء الفلسطينية»، أن الوقف الفوري لإطلاق النار السبيل الوحيد لحماية المدنيين الفلسطينيين وخلق بيئة مناسبة لإنجاز صفقة التبادل.
وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال في مواصي خان يونس التي أدت إلى استشهاد ما يزيد على 40 مواطناً وأكثر من 60 جريحاً وعدد آخر من المفقودين، سياسة «إسرائيلية» رسمية تمعن في تحويل كامل قطاع غزة إلى أرض خالية لا تصلح للحياة البشرية.
فيما دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات لوقف العدوان ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، كما دعت الشعب الفلسطيني إلى تعزيز المقاومة.
وتسود حالة من الفوضى في المنطقة مع تواجد مكثف لطائرات الاستطلاع الصهيونية، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي واندلاع حرائق ناجمة عن القصف.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الغارات المكثفة التي تشنها «إسرائيل» على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر؛ ما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.