الإسلام هو مصدر الأمن والأمان، والإسلام هو أمل الإنسانية اليتيم والوحيد في أن يعم السلام العالم كله، وكل المصائب والنكبات التي تعم الأرض في القديم والحديث بسبب واحد وهو تنحية الإسلام عن تنظيم كل مجالات الحياة في الدنيا كلها.
والحقيقة أنه لا يوجد في العالم إرهاب إسلامي، والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
1- في دراسة صادرة عن جامعة ميتشجان الأمريكية عن عدد القتلى في القرن العشرين فكان 102 مليون قتيل، والمفاجأة أن المسلمين قتلوا 2% منهم، وأن غير المسلمين قتلوا 98%، فالمسلمون، ومن خلال هذه الدراسة، ليسوا قتلة وليسوا إرهابيين.
والحقيقة أن الإسلام لم يحرم قتل المسلم فقط، بل حرم قتل الإنسان في كل الأديان والبلدان وفي مختلف الأزمان، قال تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) (المائدة: 32)، فالقرآن عبر بلفظ «نفس» ليكون التحريم شاملاً لكل نفس على الأرض.
بل أكثر من ذلك، فقد حرم الإسلام قتل الحيوان لغير منفعة، ففي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلانًا قَتَلَنِي عَبَثًا، وَلَمْ يَقْتُلْنِي لِمَنْفَعَةٍ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «الأدمي بنيان الرب ملعون من هدم بنيان الرب» دلالة على أن الحياة أغلى شيء في هذا الوجود في دين الإسلام، حتى ولو كانت حياة حيوان.
ولكن المنطق الغريب عن أعداء الإسلام أنه إذا كان القاتل مسلماً وقتل إنساناً واحداً يتم تسليط الضوء على الجريمة ووضعها تحت المجهر وأمام وسائل الإعلام العالمية، وإذا كان القاتل غير مسلم وقتل مليون إنسان ترى الجريمة تمر على وسائل الإعلام كقتل ذبابة!
2- في تقرير اللجنة الخاصة بمكافحة الإرهاب التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، تم تقسيم الجماعات المتطرفة وعددها 2500 منظمة وفق معيار التوزيع الجغرافي، وقد حظيت قارة أوروبا بوجود أكبر عدد من التنظيمات المتطرفة فكرياً سواء على أسس دينية أو أيديولوجية خاصة التنظيمات اليمينية والعنصرية واليسارية، وبذلك احتلت أوروبا المرتبة الأولي بعدد 1300 منظمة وبنسبة 52%، وجاءت في المرتبة الثانية دول آسيا غير الإسلامية بعدد 450 منظمة وبنسبة 18%؛ إذ بها منظمات متطرفة على أسس دينية خاصة الهندوكية والبوذية والكنفوشية والسيخ كما في الهند والصين واليابان وفيتنام وبورما، بينما احتلت كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية المرتبتين الثالثة والرابعة وبالتساوي بعدد 250 منظمة لكل منهما؛ أي بنسبة 10% لكل منهما.
وجاءت دول العالم الإسلامي في المرتبة الخامسة بإجمالي 200 منظمة وبنسبة 8%، في حين احتلت دول أفريقيا غير الإسلامية المرتبة الأخيرة بعدد 100 منظمة وبنسبة 4% من إجمالي المنظمات المتطرفة دينياً وفكرياً في العالم. (أحمد السيد النجار، «الأهرام» المصرية، 3/ 4/ 2016م).
وكانت الممارسة العملية للجهاد في الإسلام أكبر دليل على أن الإسلام دين يحافظ على دماء الأعداء والأولياء، فقد فتح المسلمون القدس في ربيع الأول 16هـ/ أبريل 637م بدون قتيل واحد، وفي المقابل احتل الصليبيون القدس في عام 493هـ/ 1099م فقتلوا وذبحوا 70 ألف مسلم ودمروا المدينة وخربوا عامرها ولم يتركوا إنساناً على قيد الحياة في القدس.
وحرر صلاح الدين الأيوبي القدس ودخلها فاتحاً في رجب 583ه/ أكتوبر 1187م دون قتيل واحد، ثم احتلها اليهود في 1347ه/ 1967م فارتكبوا فيها مجازر يندى لها جبين الإنسانية!