أعلنت جمعية الراسخون في العلم عن انطلاق المؤتمر الدولي الخامس لدار المخطوطات في إسطنبول، تحت عنوان «مخطوطات القرن السابع الهجري الطب والعلوم الرياضية والطبيعية تاريخ العلم وفلسفته»، الذي يستمر على مدار يومين، بحضور نخبة من العلماء والباحثين، ويتناول المؤتمر محاور متعددة تركز على إنجازات القرن السابع الهجري في مجالات الطب والعلوم التطبيقية، وذلك بهدف إعادة النظر في أهمية هذا القرن التاريخي وإسهاماته العلمية.
وأكد د. ياسر عجيل النشمي، رئيس جمعية «الراسخون في العلم»، أن المؤتمر يسعى لإبراز التراث العلمي الثري لهذا القرن، ويهدف إلى فتح آفاق جديدة لدراسة المخطوطات وتحليل إنجازات العلماء المسلمين في مجالات العلوم الطبيعية والطبية.
وقال: كلُّ قرون الحضارة العربية الإسلامية لها دور محوري في بناء المعرفة، إلا أن القرن السابع تميز بذروة الإنتاج العلمي وإبداعاته التي بلغت أقصى مستوياتها، لقد كان هذا القرن حقبة تحرير العلوم وتطوير مصطلحاتها، وبرز فيه العديد من العلماء الذين تركوا بصمتهم الخالدة، مؤلفات هذا القرن أصبحت مرجعيات أساسية، وكانت الأساس الذي استندت إليه الأجيال اللاحقة في استمرارية الحراك العلمي.
وبين د. النشمي أن الناظر في التراث العلمي لهذا القرن سيلاحظ تصاعدًا لافتًا في الإنتاج العلمي والإبداعي الذي بلغ ذروته، فقد تميز القرن السابع بزخم العلماء المبدعين وإنجازاتهم الحضارية التي أصبحت مرجعيات علمية أصيلة، وعلى الرغم من أن بعض الدارسين صنفوه كفترة متأخرة من الحضارة الإسلامية، فإن هذا القرن كان محوريًا في تطور المصطلحات العلمية وتطوير النقد العلمي على مؤلفات السابقين.
وأوضح د. النشمي أن المؤتمر يسعى لتحقيق غايات معرفية رفيعة تتعلق بالعلم العربي الإسلامي، مع التركيز على إعادة الاعتبار للقرن السابع الهجري كذروة علمية، على قدم المساواة مع القرن الرابع، كما يهدف إلى تسليط الضوء على مساهمات علماء هذا القرن في الطب والعلوم الكونية، واستكشاف الجهود التي بذلوها ورصد التراث العلمي الذي وصل إلينا وتقويمه في سياقه التاريخي.