بصفتك أحد الوالدين، فإنك تضع صحة أطفالك وسلامتهم على رأس أولوياتك أثناء تربيتهم ليصبحوا بالغين مسؤولين، قد يكون تعليمهم اتخاذ خيارات صحية أمرًا مرهقًا، خاصة عندما يبدو الأمر وكأنهم لا يستمعون إلى أي شيء تقوله.
حتى عندما لا تعتقد أنهم ينتبهون، فمن المحتمل أنهم ينتبهون، إذا كنت تأمل أن يطور أطفالك عادات صحية، فسيتعين عليك أن تكون قدوة لهم في كيفية ظهور هذه العادات الصحية.
يقول طبيب الأطفال إدوارد بيكينز من «UNC Health»، دكتوراة في الطب: بصفتك أحد الوالدين، من المهم أن تمارس أنت ما تنصح به عندما يتعلق الأمر بالصحة، فأنت القدوة الأساسية لطفلك الذي يتعلم منها كيف يتصرف الكبار.
وهذه 5 طرق بسيطة يمكنك من خلالها البدء في تعليم طفلك عادات الحياة الصحية:
1- الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة:
يقول د. بيكينز: أفضل شيء يمكنك القيام به كوالد هو التحدث إلى أطفالك والتعرف عليهم، منذ سن مبكرة، قم ببناء الثقة في قدرتهم على إخبارك بأي شيء، بما في ذلك أخطاؤهم.
ويوصي د. بيكينز الآباء بتخصيص وجبات عائلية منتظمة للتحدث، ويقول: يمكن أن يكون لهذه المحادثات تأثير إيجابي في حياة الطفل، إنها فرصة لتشجيع طفلك ودعمه في اتخاذ خيارات صحية؛ فالمحادثات المتكررة ستجعل طفلك يشعر براحة أكبر في البوح بالأسئلة والمخاوف لك، كما ستجعل من السهل مناقشة الموضوعات الحساسة أو الصعبة معك.
ويقول د. بيكينز أيضاً: إذا كنت لا تتحدث بانتظام مع طفلك، فعليك أن تخلق وقتًا خاصًا للتحدث معه عن السلامة، حتى لو كانت هذه المحادثة مخيفة وغير مريحة للجميع، فحينها لن يكون من العسير مناقشة الموضوعات الصعبة إذا كنت تجري محادثات مستمرة تتضمن إرشادات حول كيفية الحفاظ على الصحة والأمان.
في سنوات المراهقة، يقول د. بيكينز: إنه من الشائع أن يجري أحد الوالدين المزيد من المحادثات العميقة المتعلقة بالبلوغ والنظافة والجنس، ولا بد أن يظل الوالدان منخرطين في التواصل النشط.
من المهم أن يكون الآباء منفتحين تمامًا ومتقبلين لأطفالهم وما يريدون قوله، كما يقول د. بيكينز، إذا أغلقت فمك حول موضوع ما، فسيجري الطفل المحادثة حول نفس الموضوع مع شخص آخر غيرك.
2- بناء علاقة مع طبيب الأطفال:
على الرغم من أن طبيب الأطفال هو غالبًا أول من تتصل به عندما يكون طفلك مريضًا، فمن المهم أن يرى الأطفال طبيبهم عندما يكونون بصحة جيدة لإجراء فحوصات منتظمة.
يقول د. بيكينز: على الآباء أن يتكيفوا باستمرار مع كل مرحلة جديدة من حياة أطفالهم، والإرشادات المستمرة من طبيب الأطفال يمكن أن تساعدك على معرفة ما يمكن توقعه وما هو مناسب.
الزيارات المنتظمة يمكن أن تساعد الأطفال على بناء الثقة في طبيبهم ورؤية عيادة طبيب الأطفال كمنطقة راحة؛ مما يجعل طبيب الأطفال حليفًا ممتازًا في تعليم العادات الصحية.
يقول د. بيكينز: الزيارة هي فرصة لكل من الطفل والوالد لطرح الأسئلة ومناقشة ما يدور في ذهنهما، يمكن لطبيب الأطفال مساعدتك في إجراء محادثات حول السلامة واتخاذ الخيارات الجيدة وأي شيء قد يقلق الطفل بشأنه.
يمكن لأطباء الأطفال التأكد من حصول الأطفال على اللقاحات اللازمة لصحتهم، بما في ذلك اللقاحات الموسمية المتعلقة بالأنفلونزا و«كوفيد-19»، والمساعدة في تشجيع العادات الصحية الأخرى المتعلقة بالتمارين الرياضية والأكل والنوم.
3- تشجيع التمارين الرياضية وعادات الأكل الصحية:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتغذية السليمة أمران ضروريان في أي عُمْر، وتعزيز العادات الجيدة في وقت مبكر سيجعل من السهل على طفلك الحفاظ عليها بمرور الوقت.
يقول د. بيكينز: إن النمذجة أو القدوة التي يقدمها الوالد ستحدث أكبر فرق في مجالات التمارين الرياضية والأكل الصحي، لا يمكنك إخبار طفلك أنه لا يستطيع تناول الوجبات السريعة إذا كانت موجودة دائماً في المنزل وتقوم أنت بتناولها بنفسك.
يحتاج الأطفال إلى وجبات كاملة ووجبات خفيفة منتظمة ومتوازنة غنية بمكونات غذائية متنوعة، ومع أن الأطفال لا يحتاجون عادة إلى اتباع أي نوع من أنواع النظام الغذائي المقيد، من الأفضل تجنب الإدلاء بتعليقات مخجلة حول الوزن أو المظهر، يمكنك مساعدة طفلك على تناول المزيد من الأطعمة الصحية من خلال تقليل استهلاك الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون.
يقول د. بيكينز: هذا أيضاً سبب آخر لتناول وجبات عائلية، اجعل هذا أولوية، بدلاً من تناول الوجبات السريعة بين الأنشطة.
فعلى الرغم من أن العديد من الأطفال يشاركون في الحركة المنتظمة من خلال الرياضات المنظمة والأنشطة الأخرى، ينصح د. بيكينز الآباء بتذكر أن هذه الخيارات ليست مناسبة للجميع، يقول: اكتشف اهتمامات طفلك وشجعه، يجب ألا تكون التمارين الرياضية رياضة، فهناك خيارات أخرى رائعة للحركة.
والواقع، أن الأسرة عندما تقوم بأكملها بأنشطة معًا –مثل المشي والتنزه وركوب الدراجات والتجديف واللعب في الحديقة هي خيارات صحية– ولذلك يمكنك مساعدة طفلك على ممارسة الرياضة مع توفير فرصة أخرى لمحادثة تقوي الروابط.
4- خصِّص أوقاتاً حرة للاسترخاء:
غالبًا ما يشعر الآباء بالحاجة إلى تسجيل أطفالهم في مجموعة متنوعة من الأنشطة حتى يتمكنوا من التواصل الاجتماعي وتعلم المهارات، يقول د. بيكينز: إنه من المفيد أيضًا للأطفال أن يكون لديهم وقت لعدم القيام بأي شيء.
يقول: العديد من الأطفال لا يتمتعون بوقت فراغ، والأطفال أيضاً يعانون من التوتر تمامًا مثل البالغين، وإذا كانوا يمارسون شيئًا 6 أو 7 أيام في الأسبوع، فلن تتاح لهم فرصة للاسترخاء.
يمكن استخدام بعض هذا الوقت للشاشة، يقول د. بيكينز: مفتاح حدود الشاشة هو أنك لا تريد أن تتعدى الشاشات على الوقت الذي يجب أن يقوم فيه الطفل بشيء آخر، سواء كان ذلك الواجبات المنزلية أو النوم أو شيء يتطلب نشاطاً أكبر، إذا كان الطفل نشطًا بانتظام، فإن الخمول لفترة وجيزة من الوقت يمكن أن يكون تخفيفًا جيدًا للتوتر.
مع ذلك، تأكد من أن طفلك لديه بعض الوقت غير المنظم خال من الشاشات.
يقول د. بيكينز: الوقت غير المنظم يعزز الإبداع، دع أطفالك يستكشفوا ويقرؤوا ويلعبوا في الخارج ويستخدموا خيالهم، يحتاج الأطفال إلى فرص ليكونوا أطفالاً، والوقت غير المنظم هو جزء مهم من الطفولة نفقده.
5- إنشاء روتين للنوم خال من الشاشات:
النوم ضروري لنمو طفلك الصحي، ولكن لا يوجد رقم سحري لعدد ساعات النوم، أحد المقاييس التي يجب مراعاتها هو ما إذا كان طفلك يستيقظ بدون منبه، على الرغم من أن د. بيكينز يعترف بأن العديد منا يفشلون في الحصول على قسط كافٍ من النوم وفقًا لهذا المعيار.
يمكنك إعداد طفلك للنوم من خلال إنشاء روتين لوقت النوم، وهذا يساعد طفلك على الاسترخاء، فلا مكان للشاشات في روتين النوم.
يقول د. بيكينز: أزل الهواتف عند وقت النوم، يجب أن يكون لديك غرفة نوم خالية من الأجهزة، وسيكون من الصعب على الطفل أن ينام مع وجود الهاتف في غرفة النوم.
وبالمثل، لا ينبغي للأطفال أن يناموا أثناء مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الموسيقى.
يقول د. بيكينز: قد يبدو التلفزيون أو الموسيقى وكأنهما يساعدانك على النوم، لكنهما يؤثران على جودة نومك.
_________________________
المصدر: «unchealthcare».