في إطار رؤيتها الإستراتيجية، افتتحت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مركزًا إسلاميًا جديدًا متكاملًا في قلب مدينة وودج بجمهورية بولندا بوسط المدينة الجامعية، بتمويل من عائد وقف المغفور له علي صالح اللهيب، بالتعاون مع جمعية الرحمة العالمية.
يقع المركز على مساحة 1722 مترًا مربعًا، ويخدم أكثر من 10 آلاف فرد من أبناء الجالية المسلمة، ويضم 8 فصول دراسية، ومسجدًا، ومكتبة حديثة، وصالة كبيرة، وقاعة اجتماعات ومحاضرات، وقاعة حاسب آلي، ومكتبًا إداريًا متكاملًا، إضافة إلى مرافق ودورات مياه مجهزة، ويهدف إلى تعزيز الوجود الإسلامي في المدينة، وتقديم الخدمات التعليمية والدعوية والاجتماعية للجالية المسلمة والمجتمع البولندي.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال نائب المدير العام لقطاع المشاريع في الهيئة الخيرية عبدالرحمن عبدالعزيز المطوع: هذا المركز الثقافي الإسلامي طال انتظاره لأكثر من 20 عامًا، ونتطلع إلى أن يكون منارة وسطية للهدى والعلم والمعرفة في مدينة وودج، وجسر اتصال مع جميع المكونات الثقافية في المجتمع البولندي.
وأضاف المطوع أن هذا المشروع جاء ثمرة تعاون مثمر بين الهيئة الخيرية والرحمة العالمية، بهدف تعزيز التواصل الحضاري بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى، ونشر التعليم الذي يخدم المجتمع ويحقق أثرًا إيجابيًا، مشيراً إلى أن هذا المركز لن يقتصر دوره على إقامة الصلوات الخمس والجمعة والتراويح، بل سيشمل تنظيم برامج ثقافية، واستقبال واحتضان الطلبة الجدد وربطهم بالمساجد، كما سيسهم في إحياء المناسبات الإسلامية مثل الأعياد والاعتكاف والإفطارات، إضافة إلى تنظيم دورات تعليمية لتدريس أبناء الجالية الشريعة الإسلامية واللغة العربية.
وأكد المطوع أهمية المركز في رعاية الجالية المسلمة وتلبية احتياجاتها، مشيرًا إلى أن المركز سيكون ملتقى لتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات، قائلًا: إن هذا المركز سيكون بإذن الله منارة للإشعاع الثقافي والحضاري والمعرفي، وحصنًا للقيم الإسلامية ومكارم الأخلاق.
كما استذكر المطوع بكل اعتزاز وإجلال المحسن الراحل علي صالح اللهيب رحمه الله، مؤكدًا أن هذا المشروع يضاف إلى قائمة أعماله الخيرية المتدفقة من عائد وقفه المبارك، سائلًا الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته.