في تصعيد جديد للأزمة العسكرية بين الكيان الصهيوني و«حزب الله»، شهد جنوب وشرق لبنان، منذ صباح اليوم الإثنين، سلسلة من الغارات «الإسرائيلية» المكثفة التي تعد الأوسع والأعنف منذ بداية المواجهات في 8 أكتوبر الماضي.
هذه الهجمات الجوية التي طالت مناطق سكنية وإستراتيجية على حد سواء، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى؛ مما يعكس تفاقم الوضع الأمني في المنطقة ويثير مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 492 شخصاً وإصابة 1645 آخرين جراء غارات الاحتلال «الإسرائيلي» العنيفة على جنوب لبنان.
وبحسب تقارير محلية، شنت الطائرات الحربية الصهيونية، صباح اليوم الإثنين، أكثر من 250 غارة على قرى وبلدات متعددة، منها ميس الجبل، وعيترون، وحولا، إضافة إلى مواقع في النبطية وجبل الريحان وإقليم التفاح، كما استهدفت الغارات مناطق شرقية في لبنان مثل الشعرا، وحربتا، والهرمل، وشمسطار.
وذكرت وكالة «الأناضول» أن القصف الأخير يُعد الأكثر كثافة واتساعاً جغرافياً منذ بدء المواجهات، مشيرة إلى أن من بين هذه الغارات تم استهداف موقع قرب المستشفى الإيطالي في مدينة صور.
وأفادت «وكالة الأنباء اللبنانية» بأن أكثر من 80 غارة ضربت محافظة النبطية، فيما طالت غارات أخرى محيط نهر الليطاني شرق صور.
في ظل هذه الأوضاع، قررت وزارة التربية اللبنانية إغلاق المدارس والجامعات في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية اليوم وغداً.
وفي بيان مقتضب، أكد جيش الاحتلال استهداف أكثر من 300 موقع لـ«حزب الله» في لبنان، مشيرًا إلى أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي صادق على توسيع نطاق العمليات.
وفي وقت لاحق، ألمح المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، خلال مؤتمر صحفي، إلى احتمال استهداف قرى لبنانية تمتد حتى عمق 80 كيلومترًا من الحدود، وأضاف أن الجيش يراقب تحركات «حزب الله» ويخطط لضرب أهداف جديدة لإزالة التهديدات.
من جهة أخرى، أعلن «حزب الله» عن مقتل اثنين من عناصره في مواجهات مع الجيش الصهيوني؛ مما يرفع عدد قتلاه إلى 505 منذ بدء التصعيد في 8 أكتوبر.
وبحسب تصريحات لوزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت، ما يحدث الآن يمثل «مرحلة جديدة من القتال»، داعياً «الإسرائيليين» إلى التحلي بالصبر في الأيام المقبلة.
كما أشارت مصادر أمنية صهيونية إلى أن سلاح الجو «الإسرائيلي» يستعد لتنفيذ هجمات واسعة خلال ساعات، وسط توقعات بأن «حزب الله» قد يوسع نطاق إطلاق الصواريخ، وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت».
إلى ذلك، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن سقوط صواريخ في الجليل الأعلى وقرب الناصرة، فيما أفادت التقارير بإصابة عدة «إسرائيليين» بجروح نتيجة القصف، بعضهم في صفد ومناطق الجليل الأدنى، كما تم إخلاء مرضى من مستشفى تسافون في طبريا.
يأتي هذا التصعيد في أعقاب تفجيرات استهدفت أجهزة اتصال في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، التي خلفت 37 قتيلاً وأكثر من 3250 جريحاً، تبعها غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت أدت إلى مقتل 45 شخصاً، من بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى القيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل.
«حزب الله» رد على هذه التطورات بقصف مواقع عسكرية في حيفا لأول مرة منذ بداية المواجهات، مؤكداً أن هذا القصف هو «رد أولي» على التفجيرات التي طالت مناطقه وأوقعت عشرات القتلى والجرحى، في اتهام مباشر للكيان الصهيوني بالمسؤولية عنها.