لم أستغرب العدوان الصهيوني على لبنان، ولا أحب أن أميّز الحرب القائمة الآن عليه بقول: «الحرب على جنوب لبنان»؛ لأن لبنان واحد بغض الطرف عن كل الإشكالات السياسية داخله، وهو أمر يخص اللبنانيين، ولكن ما يهمني كعربي ومسلم هو شعب وأرض لبنان الشقيق.
يخطئ خطأ إستراتيجياً من يقول: إن هذه الحرب ضد «حزب الله»، مع الاختلاف الشاسع مع «حزب الله»، فالآن ليس وقتاً مناسباً لا للشماتة أو التشفي من هذا الحزب أو ذاك التيار؛ لأن هزيمة المقاومة في غزة أو لبنان هي عبارة عن ورقة لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية من بلادهم.
ولنسمِّ الأمور بمسمياتها، إن ما يتعرض له لبنان ومن قبله غزة وفلسطين عامة ما هو إلا حلقات في سلسلة العدوان الصهيوني وإقامة ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى»؛ وذلك بسبب ما يعانيه العرب والمسلمون من ضعف، وللأسف ما زالت بعض الدول العربية والإسلامية متمسكة بما يسمى باتفاقيات السلام والتطبيع مع الصهاينة الذين يستبيحون المسجد الأقصى!
الذين يشمتون بما يحدث في لبنان وغزة ما هم إلا أبواق للصهاينة، يخدمونهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون!
على الدول العربية والإسلامية الوقوف الحقيقي مع لبنان وفلسطين، وهذا واجب على كل مسلم، ودعمهما بالمال وبكل ما نستطيع، فلا قدر الله، لو سقط لبنان سيجيء الدور على كل الدول العربية والإسلامية حتى يصلوا إلى أهدافهم، وسنندم على ذلك ونقول: «أكلنا يوم أُكل الثور الأبيض»!
فيا أمة العرب، ويا أمة الإسلام، إن في الاتحاد قوة، ولنترك خلافاتنا الآن، فعدونا المشترك واحد وهم الصهاينة ومن يدعمهم، وليكن بيننا أمور مشتركة تغنينا عن الغرب، فتركيا تصنع سيارات وطائرات وأسلحة وغيرها، ومصر تصنع الكثير من الصناعات، وإندونيسيا وماليزيا كذلك، والخليج حباه الله بالخيرات، فلنقف صفاً واحداً لإنقاذ لبنان وفلسطين.