أوقفت منصة «إكس» (تويتر سابقاً) حسابات عدد من الناشطين الفلسطينيين أبرزهم الناشط من غزة أدهم أبو سلمية، والإعلامي إسلام بدر، والكاتب إبراهيم المدهون؛ ما أثار استنكاراً واسعاً من شخصيات عربية وفلسطينية بارزة.
ويُعتبر أدهم أبو سلمية واحدًا من الأصوات المؤثرة في دعم القضية الفلسطينية، حيث مارس دورًا بارزًا في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني ونقل جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة إلى العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي.
مواجهة الرواية الصهيونية
ومع تزايد أعداد متابعيه على منصة «إكس» إلى أكثر من مليون شخص، بات أبو سلمية يمثل جبهة إعلامية قوية في وجه الرواية الصهيونية، مسخّرًا منصته لنقل الحقيقة وتوعية الجمهور العربي والدولي بمأساة الشعب الفلسطيني.
وأكد أبو سلمية بعد إيقاف حسابه أن هذا القرار لن يثنيه عن مواصلة رسالته الإعلامية، فهو يرى أن تعليق حسابه محاولة لعرقلة رسالته لفترة مؤقتة، ولكنه لن يُضعف التزامه بنقل الحقيقة وخدمة القضية الفلسطينية.
وشدد أبو سلمية على أن النجاح لا يُقاس بعدد المتابعين على وسائل التواصل، بل بمدى الأثر الحقيقي الذي يتركه في واقع المجتمع الفلسطيني ومستقبل الأجيال القادمة.
وقال الناشط الفلسطيني خالد صافي: أدهم أبو سلمية واحد من أقوى الحسابات المؤثرة في المنطقة العربية.
وأضاف: تم استهداف حسابه على «X» ضمن حملة ممنهجة ضد عدد من الحسابات الفلسطينية الداعمة لفكر المقاومة وما زال مغلقًا حتى الآن نتيجة سياسة تقييد وحجب المحتوى الفلسطيني.
الصديق أدهم أبو سلمية @adham922
واحد من أقوى الحسابات المؤثرة في المنطقة العربية
تم استهداف حسابه على X ضمن حملة ممنهجة ضد عدد من الحسابات الفلسطينية الداعمة لفكر المقاومة ومازال مغلقًا حتى الآن نتيجة سياسة تقييد وحجب المحتوى الفلسطيني..
أنا أعترض على قرار الحذف
ارفع صوتك معي pic.twitter.com/w5WxzYiEp7— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) October 8, 2024
واعترض الشاعر الكويتي أحمد الكندري على إيقاف حساب الناشط أبو سلمية، قائلاً: أدهم أبو سلمية واحد من أقوى الحسابات المؤثرة في القضية الفلسطينية، وأتمنى عودته قريباً للمنصة.
وأشار المفكر د. محمد الشنقيطي إلى أن الناشط أبو سلمية لسان صدقٍ في زمن الزيف، ورجل شهم شجاع يحمل همَّ أهل غزة وفلسطين.
من جهته، أوضح المؤرخ الفلسطيني د. خالد الأشقر أن الحصار يتجدد على المحتوى الفلسطيني مع دخول العام الثاني لـ«الطوفان»، مؤكداً أن هذه المنصات الغربية ما تزال منحازة إلى رواية الاحتلال وإسناده.
وتابع: وما استهداف حساب أبو سلمية الذي كان جبهة عالية في وجه الرواية الاستكبارية للاحتلال إلا دليلاً على سقوط منصة «X» في اختبار حرية الرأي.
23 ألف انتهاك رقمي ضد المحتوى الفلسطيني
من جهته، أصدر مركز «صدى سوشال» للحقوق الرقمية الفلسطينية تقريره «عام من الإبادة الرقمية للفلسطينيين»، الذي شمل رصد الاعتداءات الرقمية التي تزامنت مع الهجمات «الإسرائيلية» على الشعب الفلسطيني، من 7 أكتوبر 2023 وحتى عامٍ كامل.
وركز التقرير على الأبعاد المتعددة للإبادة الرقمية، التي تضمنت حجب المحتوى الفلسطيني، وفرض الرقابة على وسائل التواصل، واستهداف الصحفيين الفلسطينيين.
وفقًا للتقرير، تعرض المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 23 ألف انتهاك رقمي، حيث استحوذت منصات «ميتا» على نسبة 56% من هذه الانتهاكات، فيما سجلت منصة «تيك توك» نسبة 25%، و«إكس» 15%، بينما شكلت «ساوند كلاود» نسبة 3.7%.
خلال الفترة المذكورة، تعرض أكثر من 700 رقم «واتساب» فلسطيني للحظر؛ مما أدى إلى عزل السكان وزيادة صعوبة تواصلهم مع العالم الخارجي، وقد شكلت هذه الحالات نسبة 76% من سكان قطاع غزة؛ مما أسهم في تعميق الأزمة الرقمية وفرض عزلة رقمية شبه كاملة على القطاع، وفق التقرير.
فيما يتعلق بالصحفيين، ذكر التقرير أن 29% من مجمل الانتهاكات الرقمية استهدفت الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الإعلامية.
وقال المركز: إنه تلقى أكثر من 1200 شكوى من صحفيين حول محاولات اختراق لحساباتهم الرقمية، بينما أنشئ 16 حسابًا مزيفًا بأسماء صحفيين بهدف تشويه سمعتهم ونشر معلومات مغلوطة عنهم؛ مما شكل تهديدًا مزدوجًا على سلامتهم الرقمية والجسدية.
ورصد «صدى سوشال»، خلال عام الإبادة، نحو 67 مرة استخدمت فيها «إسرائيل» وقواتها العسكرية لعبة «مربعات الموت» كأداة للتنصل من مسؤوليتها عن قتل المدنيين الفلسطينيين، حيث نشرت خرائط تقسم قطاع غزة لمربعات مرمزة بأرقام معينة تأمر سكان مربعات محددة من بينها بالإخلاء تحت تهديد القصف والموت، وأعادت تكرار التجربة مع جنوب لبنان.
كما وثق التقرير أكثر من 80 ألف منشور تحريضي «إسرائيلي» عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك دعوات للإبادة الجماعية، وتبرير العنف والقتل الجماعي بحق الفلسطينيين.
وقد رصد المركز 340 شكوى تتعلق بخطابٍ تحريضي عبر رسائل واتساب ورسائل قصيرة (SMS)، كم رصد المركز نشر 250 معلومة كاذبة ومضللة خلال هذه الفترة، تراوحت بين معلومات خاطئة كليًا أو تلاعب بالسياقات لتبرير الاستهداف العنيف للمدنيين الفلسطينيين.
ودعا «صدى سوشال» المؤسسات الدولية إلى اتخاذ موقف صارم ضد هذه السياسات التمييزية، ومساءلة الشركات التقنية التي تساهم في تعزيز الرواية «الإسرائيلية» عبر التضييق على المحتوى الفلسطيني، ووقف حملات التحريض التي تهدد حياة المدنيين والصحفيين على حد سواء.