كسر المعتاد والمألوف الذي نعيشه أو على الأقل تعديله
باختصار وإيجاز..
المسألة لم تعد تحتاج أن نحمّل أنفسنا أكثر من طاقتها.. جاءت السعادة التي كنا نتمناها أم لم تأتِ، فالأمر له وحده سبحانه بيده الأمر.
جاءت الراحة، جاءت السكينة، جاء الهناء، جاء الاستقرار.. فالأمر بيده وحده لا شريك له.
المهم يجب أن ندرك أن الحياة قصيرة جداً، وما بقي من عمرنا أصبح في عداد القصير والقصير.
لا ندري اليوم سنموت أو غداً أو بعد عام أو أكثر.. المهم أن العمر لم يعد به شيء طال أو قصر.
أي أصبحت المرحلة مرحلة استعداد، أو يجب أن تكون هكذا استعداداً كبيراً جداً لنلقى الله تعالى ونحن على خير حال ترضيه.
فالصلوات جماعة.. السنن رواتب وغير رواتب.. الصدقات لا تتوقف.. شد الهمة في قراءة القرآن، بحيث لا يزيد ختم القرآن عن 40 يوماً.. الصيام النافلة.. التعاملات مع الآخرين.. المراجعات اليومية للنفس.
محاولة إعادة ترتيب البيت ترتيباً جيداً وجديداً.. مع النفس أولاً ثم مع غيرها ثانياً.
كسر المعتاد والمألوف الذي نعيشه أو على الأقل تعديله.
الصبر عند الحرمان من متع وملذات أردناها لنتقرب لربنا بها لكن النصيب لم يواتنا بها.
إن كان نصيبنا في الدنيا قد تعسر في كثير من أمور حياتنا التي كنا نتمناها أن تكون كما نرغب وبها كنا نحلم.. إن كنا قد حرمنا من متع وملذات رغبناها كي نتعبد الله بها ثم أبت أن تكون.. بل واستعصت علينا.
إنها هي مشيئته سبحانه.. ولا يمكن له جل وعلا أن يحرمنا منها هنا في الدنيا ثم يكرر حرماننا منها مرة ثانية في الآخرة.. أبداً لن يكون، وكيف يكون ذلك وهو الذي يعطي ويوفي سبحانه الصابرين أجرهم بغير حساب؟
إذن لن تضيع متعة ولذة حلال من أي نوع كانت نفوسنا تتوق لها وتشتاق إليها في الدنيا كي نتعبد ربنا بها إلا أنها استعصت علينا وأبت.. أبداً لن تضيع، بل سيؤتيها الله لنا في الجنة بإذنه تعالى، نعم سيؤتينا الله من فضله، إنا إلى الله راغبون.
لذا سنستودع كل ملذاتنا ورغباتنا وأحلامنا في الدنيا التي لم ننلها، ولم نوفق في الوصول إليها وحُرمنا منها, سنستودعها الله ليمنحنا أفضل منها هناك.. هناك حيث – بإذن الله – ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهذه ثقتنا في ربنا لا ولن تتزعزع، فنحن نعرف ربنا حقاً معرفة اليقين الراسخ والإيمان القوي به وفيه.
إذن يجب أن نكون مؤمنين تماماً بأن الله لن يخذلنا في الآخرة بل سيعوضنا ما فقدناه في دنيانا أياً كان نوع الفقد, استقرار نفسي أو عائلي أو صحي أو أي نوع من أنواع عدم الراحة والهناء.
صحيح.. إن الدنيا قد أرهقتنا كثيراً وأتعبتنا, لكنه الابتلاء الذي يجب أن نكون به مؤمنين ولربنا باحتساب صابرين.. لكن المهم ألا نتبدل أو نتغير أو نتنازل عن طبيعتنا وطيبتنا وأخلاقنا.
فلا ندع للذوق مجالاً أن ينفصل عن سلوكياتنا مع الناس.. بل يجب أن نكون هينين لينين في ألسنتنا وتعاملاتنا؛ لنكون بها نوادر يحكي عن جمالها الناس، ويسطرها التاريخ باسمنا خير تسطير.