سؤال يتفكر به من لا يعرفون الكويت، لماذا منحت الامم المتحدة لقب «قائد إنساني» لسمو الامير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، ومنحت دولة الكويت لقب «مركز إنساني عالمي»؟ لقد عرفت الكويت العمل الخيري الإنساني منذ نشأتها، منذ اكثر من 300 سنة، ووص
سؤال يتفكر به من لا يعرفون الكويت، لماذا منحت الامم المتحدة لقب «قائد إنساني» لسمو الامير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، ومنحت دولة الكويت لقب «مركز إنساني عالمي»؟ لقد عرفت الكويت العمل الخيري الإنساني منذ نشأتها، منذ اكثر من 300 سنة، ووصلت خيراتها آنذاك الى شتى بقاع العالم، فقد وصلت الى الهند واندونيسيا وجزر الملايو والشام وفلسطين والعراق وعربستان وبلاد فارس ونجد وشرق افريقيا ومكة المكرمة وساحل عمان..وغيرها من البلدان، بحكم طبيعة أهل الكويت التجارية، والتنقل بين تلك الدول وغيرها.
ومع الانتقال الى مرحلة النهضة في الخمسينيات والستينيات وما تلاها، بدأ استقرار العمل الخيري، ونقلت الخبرات من مختلف دول العالم، وتطور العمل شيئاً فشيئاً، وأصبح العمل الخيري حكومياً وأهلياً، جماعياً وفردياً، وانتشر في جميع بقاع العالم.
ومما يميز العمل الخيري الكويتي انه لم يشترط على المستفيد شيئا، كما تفعل بعض الدول، ولا يفرق في الجانب الاغاثي والتنموي بين الأديان والأعراق والأفكار والأجناس والأنساب.
وتطور العمل الخيري الإنساني الكويتي اداريا وفكريا بشكل كبير جدا، فظهرت قاعدة «أعطه فأساً ليحتطب، او سنارة ليصطاد سمكة»، وأنشأوا المدارس والمعاهد تحت قاعدة «البشر قبل الحجر»، حتى اصبح العمل الخيري صناعة كويتية على مستوى العالم، ومرجعا لكل من يريد تأسيس او تطوير عمل خيري.
كل هذا النجاح لم يكن لولا توفيق الله عز وجل أولاً وأخيراً، والرغبة الصادقة لدى القائمين على العمل الخيري، لان العمل الإنساني لا ينجح ويتميز الا بالاخلاص قولا وعملا، ويدعمه في ذلك الاستشعار الديني بالأجر والثواب، وادخال السعادة على الآخرين.
كما واكب ذلك كله التشجيع الحكومي له، سواء من خلال انشاء مؤسسات خيرية إنسانية حكومية، مثل صندوقي التنمية، ووزارة الاوقاف وبيت الزكاة والوقف، او دعم مؤسسات خيرية أهلية، كجمعيات النفع العام واللجان والمبرات والوقفيات الخيرية، من حيث الاشراف والحماية الخارجية.
وقد رفع حكام الكويت راية الدعم والاغاثة بعد ظهور النفط بلا حدود، حمدا وشكرا لله على هذه النعمة، وكانت مبادرات سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله الإنسانية مشهودا لها على مستوى العالم في كل وقت وحين، وأبرزها دعم اللاجئين السوريين بمئات ملايين الدنانير، واحتضان الكويت لمؤتمرين دوليين للمانحين، وكانت الأكثر التزاما والأسرع تنفيذا، اما أوامره الاغاثية فلم تتوقف في اي وقت وحين، في شمال الارض وجنوبها، وشرق الارض وغربها.
كما أن سموه دائم المبادرة في العطاء باسم الكويت، والكويت من الدول النادرة التي تلتزم بتسليم مبالغ التبرعات نقدا او اغاثة او عينا كما هو معلن من حيث القيمة، دون اجتزاء ضرائب او عمولات او مصروفات إدارية.. او غير ذلك.
وحرص سموه على تكريم رجالات العمل الخيري، فمنهم من توفي، ومنهم من هو على فراش المرض، ومنهم الذي مازال يعمل بلا حدود، لينشر أنموذجا رائعا لمن يعمل من اجل الكويت وابتغاء الجنة.
كلنا فخر بتكريم سمو الامير الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله اليوم «قائداً إنسانياً» في الامم المتحدة، الذي هو تكريم لنا جميعا ككويتيين ومرابطين ومقيمين، وتكريم الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»، واسأل الله له التوفيق والسداد، والصحة والعافية.
٭٭٭
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».