من يحرك الشارع الباكستاني منذ 15 أغسطس بالمظاهرات
من يحرك الشارع الباكستاني منذ 15 أغسطس بالمظاهرات من عاصمتها القوية الآمنة (إسلام آباد) والمهزوزة دائماً بجارتها الأقوى (الهند)؟!
ومن أوصل القلاقل منها إلى عاصمتيها الفنية والتجارية (لاهور) و(كراتشي) على التوالي وبمواجهات دموية أدت إلى آلاف الضحايا ومئات الجرحى خلال اليومين الأخيرين؟
هل أن المعارضين عمران خان، وطاهر القادري هما الوقود والمقود للتنور الباكستاني.. أم أنه هو إسلامٌ جديد مما يقال عنه أنه سيزلزلُ الكفر بالذبح والنحر ومن النهر للبحر؟!
وفي الحالة الثانية، علينا أن نتعرف أولاً على من هو المسلم ومن هو الكافر أساساً بعاصمة باكستان إسلام آباد، ثم ومن أسلم حديثاً أو كفر لاحقاً بجميع عواصمها الأخرى على حدودها الجغرافية مع دول الجوار من أفغانستان وإيران والهند!
إسلام آباد عاصمة مائة وتسعين مليوناً، وداكا عاصمة مائة وستين مليوناً، والعاصمتان بالتضامن كانت تدير يوماً بلداً واحداً، لولا الشرخ الذي أتى بينهما بزرع الديناميت العرقي البنجالي البنجابي السندهي الباتاني البلوشي، وشُقّ باكستان إلى الشرقية والغربية أولاً، ثم إلى بلدين باكستان وبنجلاديش لاحقاً، لولا تلك الطبخة الاستعمارية لكانت باكستان اليوم بعاصمة واحدة تدير 350 مليون مسلم، كإندونيسيا التي تدير الآن 250 مليوناً بعاصمة واحدة (جاكرتا) كأكبر دولة إسلامية على وجه الأرض!
ويبدو أن أبا لهب بلحيته وبلُهبه قد وصل عواصم لم تلتهما النيران بعد، وذلك بعد أن نال من العواصم المستهدفة التي أحرق فيها الأخضر واليابس.
تغريدات إسلام آباد تبدو حادّة ليست لأنها بالإسلام الإسلامي، قدر ما هي بالإسلام الباكستاني، والإسلام الأفغاني، والإسلام الشيشاني والقوقازي والإندونيسي والصيني والأمريكي الأفريقي، والعربي الأوروبي، والعجمي المجوسي، إلى مالا نهاية لها من تغريدات عرقية وأعراقية!