لهذا أعتذر إليك معالي الرئيس
“لهذا أعتذر إليك معالي الرئيس وأعلن بكل فخر: أُحبك مرسي وأعتز برئاستك”.
بهذه العبارة اختتم د. محيي الدين عميمور، المفكر والأديب والسياسي الجزائري المخضرم، مقالاً له عن “د. مرسي”، رئيس مصر المنتخب، في جريدة “رأي اليوم” العربية التي تصدر في لندن، وكأنه اكتشف فجأة أن الرئيس كان يقف وحده، ويعمل وحده، ويبني وحده وينجز وحده، إنجازات كادت أن تنقل مصر إلى مصاف الدول الحية، لولا مكر وتآمر أعداء مصر وأعداء الأمة؛ “وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال”.
لك الله يا مصر!
لقد مرت رئاسة “د. محمد مرسي” لمصر علينا كالحلم، فقد وصل لمنصب الرئاسة رغم تخطيط ومؤامرات يشيب لها الولدان من أجل إعادة إنتاج نظام الظلم والكبت والكذب والعمالة الذي بدأ في يوليو 1952م واستمر حتى بعد قيام ثورة 25 يناير المبتسرة.
ثم حاولوا إعادة ذلك النظام سيئ الذكر بجنرال فاشل وضعوا كل أوراقهم في سلته، وأنفقوا المليارات لإنجاحه، ولكنهم فشلوا في إقناع الشعب به، الشعب الذي لم يكن قد تم تخديره بعد.
ولما اضطروا إلى إعلان فوز “د. مرسي”، قرروا أن يجعلوه “طرطوراً” بحل مجلس الشعب المنتخب، وعمل إعلان دستوري يكبل رئيس الدولة ويشل حركته.
ولكن هيهات أن ييأس الرجال! فقد قرر الرجل أن يعمل وينجز في هذه البيئة القميئة، وفي تلك الظروف الصعبة.
سنة واحدة مرت على مصر كالحلم الجميل بدت فيها مصر وكأنها انتقلت فجأة من قاع الكبت والقهر والظلم والتبعية إلى قمة الحرية والاستقلال والعدل.
حلم جميل جعل العقلاء، المثقفين بحق، الذين يرون ميزان القوى مائلاً بشدة لصالح قوى الشر والعمالة والتبعية، جعلهم يتساءلون: هل انعتقنا حقاً من التبعية؟
وهل سكتت عنا قوى الظلم والظلام وتركتنا في حالنا؟
هل تغير الغرب وأصبح فجأة محباً للحق والخير والجمال والديمقراطية التي يتشدق بها؟
وأين الصهيونية من كل هذا؟
هل تقف مكتوفة الأيدي وهي الأخبر والأقوى والأخبث؟
كنا نرى ونسمع ونقرأ الإعلام السافل الساقط يقصف بأكاذيبه في كل اتجاه؛ ليشوه كل الرموز وعلى رأسهم رئيس الدولة العالم المهذب الخلوق، المنتخب بدون تزوير لأول مرة في تاريخ مصر، تفور الدماء في العروق، ولكننا نقول: هذه طبيعة الحرية، وسفالة وبذاءة الإعلام لا تمت للحرية بصلة!
وكنا نرى متظاهرين مأجورين لا يتجاوزون العشرات يوقفون دولاب الحياة، ويتحدون الدولة، ويعتدون علي رموزها، ويتسلقون أسوار قصر رئيسها، ويحاولون خلع بابه باستخدام “بلدوزر”، ويغلقون مكاتب كبار رجالها بالجنازير، والشرطة تقف مهيضة الجناح! تتفرج! ونقول: هذه طبيعة الديمقراطية، هذه هي طبيعة الحرية وليس في هذا حرية وليست هذه ديمقراطية!
ولم نكن ندري أن الرئيس يعمل وحده! هو ووزيران أو ثلاثة!
واكتشفنا بعد انقلاب 3 يوليو 2013م أن فريق الدولة كله، بقضه وقضيضه كان يلعب ضد الرئيس المصري المنتخب، مستخدماً أبشع الوسائل وأكثرها دناءة وخسة، لصالح الغرب الاستعماري اللص ولصالح الصهاينة المجرمين، مؤتمراً بأوامرهم، ومنفذاً لمؤامراتهم الخسيسة والدنيئة.
والرئيس يعمل وحده ويسجل أهدافاً كثيرة في مرمى التنمية والحرية والاستقلال الاقتصادي والسياسي والعسكري وغيره.
هذا ما يقرره د. محي الدين عميمور في شهادة أخرى تخترق ضوضاء وصخب الإعلام المجرم الذي يرتكب أبشع جرائمه الآن بتضليل الأمة ومحاولة إيهامها أن التخلف قدر لا يمكن الفكاك منه!
يقول د. عميمور: لقد قرأ الغربيون الكارهون “مرسي” قراءة لم يقرأها كثير من المصريين، ولم يقرأها كذلك نفر من جماعته. وأنتم تعلمون أن الغرب يعتمد في قراءاته وقراراته على المعاهد البحثية والمؤسسات العلمية لا على تضليل القنوات الفضائية.
ولقد رأينا – والكلام مازال للدكتور محي الدين عميمور – جميعاً كيف قام الغرب بوضع العقبات والمعوقات أمام “مرسي”؛ حتى لا يتمكن من الاستقلال بمصر أو إنجاز شيء على الأرض؛ فيفشل ويفشل معه مشروع نهضة مصر على أساس الإسلام؛ ليتبرأ المصريون من الإسلام كحل لمشكلاتهم ومُغَيِّر لأوضاعهم؛ ولتطمئن “إسرائيل” وأمريكا وأوروبا في الخارج ويطمئن النصارى في الداخل.
ثم يقرر عميمور حقيقة، أصبحت معروفة لكل ذي عقل، وهي أن الرئيس لم ييأس، وأنه أنجز إنجازات عظيمة، ولذلك فإن الغربيين الكارهين لاستقلال مصر الذين راقبوه سنة كاملة لم يتحملوا إنجازاته بـ”اسم الرئيس” رغم أنهم فصلوا عنه، بمعونة رجالهم في الداخل، كل أجهزة الدولة، بل وخططوا لفصله حتى عن جماعته وحزبه اللذَيْن ناصراه ووقفا وراءه وشدا أزره وساعداه في الخدمات الاجتماعية والصحية والتموينية والبحث العلمي.
طرطور “أشتون”
ويضيف عميمور:”الرئيس “مرسي” الذي لم يمتلك من مقومات الرئاسة إلا “اسم الرئيس” الدكتور العالم الهندسي الذي لم تتحمله الهيمنة الغربية على مصر وهي تراه يستردها ويستقل بها؛ لتكتفي من غذائها وسلاحها ودوائها؛ ولتكون مصر النهضة للمصريين؛ فأرسلوا واردتهم “آشتون” لتساومه على أن يعيد تسليم مصر لإدارتهم عبر الحكومة التي اختاروا لرئاستها رجلهم “محمد البرادعي” ليحل محل الوطني هشام قنديل الذي أطلقوا عليه كلابهم الإعلامية ليغيِّره “مرسي” بعد أن رأوا تعاونه مع “مرسي” فترة رئاسة الحكومة واتهموه بالفشل؛ ليأتوا برجلهم الذي ساهم في تدمير العراق؛ ليستكمل دوره في تدمير مصر؛ لتقوم على أنقاض العراق ومصر دولة “إسرائيل الكبرى” من النيل إلى الفرات.
ولما رفض “مرسي” عَرض “آشتون” بأن يستكمل مدة رئاسته “طرطوراً” ويترك إدارة الدولة لرئيس الحكومة المرتقب تعيينه من الغرب؛ هددته بالسجن قائلة: “إن غيَّرت رأيك فكلمني من السجن”.
لم يتحمل الغرب المنافق المجرم أن تنعتق مصر من أسرهم وتتحرر من أغلالهم، كيف يتحمل أن تنهض مصر؟ وكيف يسكت على تحررها؟ وتحررها سيفسد عليه مؤامراته، وسيطيح بربيبته، حبيبة قلبه، دولة الكيان الصهيوني وسيحرر الأمة، كل الأمة.
وجب كل مصري وعربي ومسلم وكل حر أن يردد مع المفكر الجزائري الكبير د. محي الدين عميمور: “أحبك مرسي وأعتز برئاستك”.
فقد حاولت وحدك، في ظروف حالكة، أن تحقق لنا الحلم الذي حلمنا ومازلنا نحلم به، حلم الاستقلال والحرية والتنمية.
حاولت وحدك فتكالب عليك الأعداء والعملاء والدهماء!
فك الله أسرك يا بطل.
نعم، لن يدعونا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً! ولكننا نستطيع أن ننتزع حريتنا انتزاعاً؛ (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ {4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {6}) (الروم).