مازالت الممارسات الدكتاتورية والقمعية ضد مسلمي تركستان الشرقية وخاصة مسلمي “الإيجور” تتواصل من قبل المحتل الصيني، وهي الممارسات التي يعاني منها الإيجور منذ الأربعينيات من القرن الماضي،
مازالت الممارسات الدكتاتورية والقمعية ضد مسلمي تركستان الشرقية وخاصة مسلمي “الإيجور” تتواصل من قبل المحتل الصيني، وهي الممارسات التي يعاني منها الأويجور منذ الأربعينيات من القرن الماضي، فقد أصدرت محكمة الشعب المتوسطة، في مدينة “أورومتشي”؛ عاصمة إقليم “شينجيانج” الذي يتمتع بالحكم الذاتي شمال غربي البلاد (تركستان الشرقية)، حكماً بإعدام 8 أشخاص تحت ذريعة ارتباطهم بهجومين وقعا في شهري أبريل ومايو 2014م، وأسفرا عن سقوط نحو 40 قتيلاً، حسب وكالة “شينخوا” للأنباء الصينية الرسمية، وقضت المحكمة على 5 آخرين بالإعدام مع وقف التنفيذ لمدة عامين، دون أن تكشف عن هوية المحكومين جميعاً.
في اتصال هاتفي مع أحد الناشطين التركستانيين، وهو “د. عبدالوارث عبدالخالق”، قال لـ”المجتمع”: إن وتيرة المواجهة تزداد بشكل ملحوظ، ودائرة القمع تتسع من قبل المحتل الصيني، مستشهداً بما حصل مع البروفيسور “إلهام توهتي” والذي حكم عليه بالمؤبد رغم كونه أستاذاً جامعياً يعمل في جامعة تتبع حكومة الصين، واعتبر “عبد الوارث” أن الحكم كان رسالة واضحة من قبل السلطات الصينية الظالمة، وهو أن لا أحد مسموح له أن يتحدث أو يتخذ موقفاً، فبعض القمع الديني الذي مورس – ومازال – ضد المسلمين عبر تلك السنوات، الآن يمارس العنف ضد كل صوت ينادي بالحرية والاستقلال وانتزاع الحق سواء “وطني أو مستقل”.
المؤسسات الحقوقية:
انتقد “عبدالوارث” دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية والإقليمية قائلاً: إنها لم تفعل سوى الشجب والإدانة، برغم أن ما يحدث انتهاك صارخ ضد الإنسانية بلغ حد الإعدام، واستشهد الباحث في التاريخ الإسلامي والمتخصص في الشأن التركستاني “عبدالوراث عبدالخالق” بما حدث من تلاميذ “د. إلهام توهتي”، فقد حكم مؤخراً على ثمانية من طلابه بأحكام تراوحت بين 3 – 12 عاماً سجناً، وذلك بعد ما قامت منظمات حقوقية بانتقاد حكم الصين ضد البروفسور “إلهام”، وكأن الصين تقول للعالم: لا يهمني أحد، ولا يعنيني القانون الدولي.
رسالة إلى “الجزيرة”:
وفي أثناء حديثه، تساءل “عبدالوارث” عن غياب الدور الإعلامي للمؤسسات العربية والإسلامية والعالمية، خاصاً كلامه بالحديث عن دور قناة “الجزيرة”، مطالباً إياها بتخصيص مساحة تليق بحجم الظلم الذي يتعرض له مسلمو تركستان عبر برامج وتغطيات تعرّف العالم بما يحدث، كما طالب الناشط الأويجوري بضرورة الاهتمام الإعلامي من قبل المؤسسات الإعلامية والصحفية الأخرى، متسائلاً: ما الفارق بين قتل مسلم في فلسطين أو سورية وقتل مثله في تركستان أو في ميانمار أو بنجلاديش؟ معتبراً أن الصين تستغل انشغال المسلمين بأوضاع في مناطق معينة لصالح استمرار بطشها وظلمها.
قرارات وممارسات تتم مؤخراً:
استعرض “عبدالوارث عبدالخالق” عبر الاتصال الهاتفي معه القوانين والقرارات التي أصدرتها الصين مؤخراً، والتي تمثل استمراراً لمسيرة القمع والمواجهة ضد أهالي تركستان الشرقية، وأهمها:
– قرار باعتبار كل من تعلم التعاليم الإسلامية والمناهج في جامعات غير حكومية هو غير قانوني، ويحاكم، بالرغم من أن المصدر والمكان الوحيد الذي يتعلم فيه الأئمة والدعاة هو من بيوت وحلقات العلم التي كانت على يد علماء سابقين.
– في المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائي يتم الترويج والإعلان عن الإلحاد علناً، حيث يتم جمع الطلاب والوقوف أمام العلم الصيني وترديد شعارات إلحادية مثل: “لا إله.. الحياة هي المادة”.
– بدأت الصين عبر بعض أهل تركستان المزروعين القيام بتنفيذ أعمال فنية على غرار المسرحيات تهين الشعائر الإسلامية، وما يمت للإسلام بصلة؛ كالحجاب واللحية وغيرهما من المظاهر المعروفة.
إحصاءات على هامش الحوار:
– يبلغ تعداد سكان تركستان الشرقية وفقاً لبيانات وتقديرات تركستانية 30 – 40 مليوناً، في حين تقول الصين: إنهم فقط 10 – 12 مليوناً.
– بلغ عدد الفارين من جحيم القتل خلال السنوات الأربع الأخيرة 10 آلاف أويجوري، معظمهم فروا إلى تركيا التي تحتضنهم.
– 180 نوعاً من المعادن تستخرجه الصين وتصدره يستخرج من أراضي تركستان الشرقية.