فراس أبو خليل 37سنة، انطلق نحو الجزر اليونانية مهاجراً، لكن ليس عبر قوارب الموت، بل عبر السباحة في المتوسط، يرافقه سوري آخر، يدعي هشام معضماني بعد أن جهزا نفسيهما للرحلة الطويلة لمسافة تقدر بـ 8 كم
يقول أبو خليل بعد أن ” قررت أن أسبح. فتحت الخريطة على هاتفي النقال، وشاهدت المسافة بين تركيا واليونان
ويتابع: ” كانت المسافة التي شاهدتها علي الخريطة طويلة للغاية، ولكن عرفت أني إن وصلت إلى أزمير سأتمكن من دراسة الموقع أكثر وهذا ما فعلته’
وقد وصل أبو خليل إلى إسطنبول في رحلة جوية، ومنها توجه إلى أزمير على ساحل المتوسط. وكان قد تعرف على هشام، الشاب السوري ابن العشرين عاماً في إسطنبول، ووجد أنه يخطط أيضاً للهجرة ولا مال معه، سرعان ما اتفقنا على السباحة سوية.
في إزمير بدأ أبو خليل بدراسة خط الرحلة ‘كنت أستطيع مشاهدة جزر يونانية من شاطئ إزمير، لكني كنت أريد أقرب نقطة، فوصلت إلى ‘تشيشمه’ ومنها بدأت رحلتي مع هشام’.
توجه أبو خليل إلى السوق، واشترى سترة نجاة وملابس سباحة للمحترفين، جمع كل ما يملك من أوراق ثبوتية ووضعها مع هاتفه النقال في كيس بلاستيكي كتيم، ونزل إلى الماء.
‘بدأت السباحة نحو اليونان، كنت أرى جزيرتين يونانيتين. انطلقت عند التاسعة والنصف مساء. كانت الساعة الأولى سهلة ولا تيارات في الماء، فيما الأنوار من اليونان تبدو قريبة. بعد الساعة الثانية، لم أشعر أني اقتربت أبداً، وأدركت أن التيار يجرفنا أو لا يجعلنا نتقدم. بعد ثلاث ساعات وصلنا إلى الجزيرة الأولى، لكنها لم تكن تصلح كمحطة لنا أبداً’
كانت الجزيرة الأولى التي وصل إليها أبو خليل صخرية ولا شطآن لها، ومن المستحيل بحسب ما يقول تسلقها. كانت قوته لا تزال كما هي، ولا يزال قادراً على متابعة السباحة، فقرر مع هشام الاستمرار.
“بعد الجزيرة الأولى مر بالقرب منا مركب لا أعرف إن كان لخفر السواحل أو لسياح أو حتى مركب تجاري، واتفقت مع هشام على أن نستمر في السباحة حتى الجزيرة الثانية وألا نطلب المساعدة من المركب، لكن حين وصلنا إلى الجزيرة الثانية، أدركنا من جديد أنها صخرية ولا يمكن تسلقها’.
بعد الجزيرة الثانية، أصيب هشام بالتعب. قرر أبو خليل أن يجد حلاً فالشاطئ لا يزال بعيداً عنهم، وهو يقصد هنا شاطئ جزيرة كوريس اليونانية الشهيرة التي يصل إليها ركاب قوارب التهريب.
“مر بجانبنا مركب آخر، فأخرج هشام ضوء ليزرياً من بين أغراضه، ووجه للمركب، الذي تلقى الإشارة وأشعل الكشافات الضوئية باتجاهنا، وسحبنا من المياه. كان المركب يقل ركاباً وليس خفر سواحل، مع هذا لم يكونوا يصدقون إننا اثنين فقط. قالوا لنا إنه من المفترض أن يكون هناك ثلاثون شخصاً على الأقل”.
على المركب لم يجرؤ أبو خليل على قول الحقيقة للركاب. لم يقل إنه مع هشام وصلا إلى هنا عبر السباحة. كان يخشى أن يعيده طاقم السفينة إلى المياه. قال إن مركبا ألقى بهما هنا، وأنهما يقصدان اليونان، فتم نقلهما إلى أثينا، ومن هناك تابع رحلته عبر البر إلى بلجيكا.
ويروي الشاب هشام معضماني المقيم حاليا في هامبورغ تفاصيل رحلته، حسب التايمز اللندنية، قائلاً : “قطعت 11 بلداً حتى وصلت إلى ألمانيا، في البداية كانت هناك جزيرة في الوسط على بعد نحو 3 كيلو مترات، قلت لنفسي سأحاول بلوغها ثم أطلب المساعدة، وعندما بلغتها كانت المنحدرات حادة ويستحيل تسلقها، فأكملت السباحة حتى رأيت قارباً، فأشرت إليه بقلم الليرز، حيث قام بإنقاذي.